المقالات

ما الذي يحتاجه درسنا اللغوي؟

1666 2020-12-17

 

نعمه العبادي||

 

بمناسبة يوم اللغة العربية، إذ تم ادراجها كلغة عالمية في الامم المتحدة عام 1973، أجد من المناسب بسط الحديث عن بعض الشؤون المهمة المتعلقة بلغتنا المتميزة.

مما لا شك فيه، ان احد اهم علامات حياة اللغة وحيويتها، قدرتها المستمرة على الاستجابة الى التطورات والمستحدثات التي تمر بها، وتوافرها على امكانية توليد الالفاظ الجديدة للتعبير عن المعاني المستحدثة، كما ان المهم هو تناسبها من حيث الاستخدام مع الطبيعة التي يتطور او يتحول إليها المجتمع.

لغتنا العربية كغيرها من اللغات، تتعرض الى اضرار كبيرة في اطار صعود البدائل الرمزية، والاصطلاحات العابرة والهجينة، فضلاً عن العزوف شبه التام عن استخدام اللغة الاصلية، والتماهي في اشكال ونماذج من اللهجات التي قد يصل البعد في بعضها حد الاغتراب الكامل عن اللغة الام.

مع تطور الحياة، وتوسع مجالات استخدام اللغة خصوصاً في الاعلام، وتطور المعارف المتعلقة بالخطاب وشؤونه، والبحث في مجالات معرفية عابرة بين اللغة وحقول اخرى، اصبح الاشتغال في مجال الدلالة والرمز والمضمون والاستعارة والعلاقة بين الصورة والصوت والجانب النفسي في اللغة وغيرها من الموضوعات غير المقتصرة على درس اللغة العربية التقليدي، بل هناك علم اجتماع اللغة وعلم نفس اللغة وحتى اقتصاد اللغة، فضلا عن علاقة اللغة بالفضاء السياسي العام.

اعتدنا في حياتنا الدراسية التقليدية، ان نتعلم الحروف العربية وطريقة كتابتها ونطقها، ثم نتدرج في دراسة القواعد الضابطة للغة، مع درس الانشاء المتواضع، الذي يساهم في تطوير القدرة على الكتابة، وفي احسن الاحوال، فإن دروس اللغة تقتصر على النحو اي القواعد الضابطة، والصرف وهو المتعلق بالبحث في جذور الكلمات واشتقاقاتها الصرفية، وبعض البلاغة المتعلق بالشكل المناسب لاخراج الكلام وكيفية تحسينه، واما ما تم ذكره من علم نفس اللغة والاجتماع واللغة والتواصل وغيرها من الموضوعات، فهي غائبة كلياً عن كل المراحل الدراسية الى نهاية المرحلة الاعدادية، وتظهر بشكل خجول في فروع معرفية على مستوى الجامعة.

ان درس اللغة الجامد وغير الجذاب ساهم في ضعف كبير في معرفتها، ويتعاظم هذا الضعف كلما تقدم بنا الزمن، فالخلل مخجل على مستوى الاملاء، والتعبير في الحدود البسيطة، كما ان الابقاء على الحدود التقليدية من درس اللغة، يعاظم الجهل بشأنها، لذا، آن الاوان، ان يتم ادخال هذه المعارف على شكل جرعات متدرجة في كل المعارف، وان يعاد النظر في درس اللغة كلياً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك