المقالات

عندما يكون الدين حافزاً والمرجع مُلهماً يصبح 10/ 12 يوم النصر

2479 2020-12-10

 

 حيدر السعيدي ||

 

لايختلف ذوو الالباب واصحاب العقول الواعية على ان الله (سبحانه وتعالى) ،  حينما ارسل انبياءه بلطفه وعنايته بالخلق،  جاءوا لهداية البشر والسير بهم على سبل السلام والمحبة والانصاف، بعيدا عن مزالق العدوان والكراهية والظلم  .

ولما كان ختام الاديان مسك الاسلام، لم يغفل هذا الدين العظيم مبادئ الدفاع عن حقوق المظلومين، ورد العدوان وصد الاعتداءات، فتواترت الايات المباركة في الحث على الجهاد، اذ  قال تعالى :

" اُذن للذين يقاتلون بانهم ظُلموا " ،  ووعدت المؤمنين بالنصر المؤزر، قال تعالى " ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم " ، واوضحت احاديث الائمة الهداة ( عليهم السلام ) على ان الجهاد لرد العدوان هو لصفوة المؤمنين،  يقول الامام علي (عليه السلام)  : " الجهاد باب فتحه الله لخاصة اويائه " .

فكان النصر حليف المسلمين في معاركهم العديدة،  وحروبهم الحقة ضد اعداء الدين والانسانية.

وفي ظلمة التغريب الممنهج ووسائل الغزو الفكري والثقافي المظلل للامة الاسلامية،  حسب اعداء السلام والانسانية ان شباب هذه الامة المعطاء قد تخلوا عن دينهم، وتناسوا مضامين عقيدتهم التي لاتقبل بمبدأ ( من ضربني على خدي الايمن اعطيه الايسر ) .

في ليل سكن فيه صوت المتهجدين، وارتفع عواء ذئاب الغدر والخيانة، اجتاحت غربان الشر ارض العراق، لتقتطع ثلث سواده تحت مسميات واهية لخلافة مزعومة، دماؤها اكثر من مدادها، وحربها لاتقيم وزنا للحب والتعايش السلمي .

انطلقت من هناك من شارع الرسول في نجف علي (عليه السلام) الفتوى العظيمة من المرجعية الدينية الشيعية لتنقذ عراق المسيحيين والايزيديين والصابئة والعرب والكرد والتركمان والسنة والشيعة، فما كان من شباب المواكب الحسينية واصحاب العزاء المتواصل على سيد الشهداء الامام الحسين ( عليه السلام )،  الا ان لبوا النداء ولبسوا القلوب على الدروع في 13 / 6 / 2014 ليشيدوا نصرا عزيزا، ومفخرة كبيرة في ملاحم بطولية استشهادية تككلت باعلان النصر الكبير في 10 / 12 / 2017 بتحرير كل الاراضي العراقية من براثن شذاذ الافاق وقطاع الطرق .

نعم عندما يكون الدين حافزا يتحقق النصر وحينما يصبح المرجع ملهماً للامة وقائدا للشعب  ورمزا للوحدة تتهاوى عروش الطغاة ودهاقنة الباطل،  وتعلو رايات الدين واصحاب الحق، لترسم تضحيات الشهداء لوحة النصر الكبير، وتخط بدمائها لوحة العشق لتراب الوطن، لتعزف الايادي المضرجة بالدماء ايقونة الانتصار في كل صباح،  لتقول افواه المضحين في علياء سمائهم  : ان على اطفال المدارس في مراسيم رفعة العلم ان يرددوا بعد النشيد الوطني اهازيج الحشد الشعبي وابطال القوى الامنية لتبقى خالدة تضحيات الابرار من شهداء العز وميادين الفخر .

السلام على حصون الاسلام المنيعة المراجع الكرام .

السلام على قطرات دماء المضحين ورجال البذل والجود .

الرحمة والرضوان لشهداءنا الابرار .

والشفاء لجرحانا الميامين .

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مازن عبد الغني محمد مهدي
2020-12-10
اللهم نسالك بحق محمد واله الاطهر ان تحفظ المرجعية الطيبةالرشيدة و على راسها السيد على الحسيني السستاني وتحفظ كل الحشد الشعبي المبارك وقادته وتلعن اعداء ال محمد صلوات الله عليهم اجمعين من الاولين والاخرين والرحمة الخلود للشهداء السعداء والشفاء العاجل لكل المرضى والمجروحين للحشد الشعبي المقدس ونسال الله التوفيق لخدمتهم بحق ابو القاسم ومحمد واله الاطهار المطهرين صلوات الله عليهم اجمعين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك