المقالات

حريّة التعبير..ليست..إساءة التعبير

1749 2020-12-04

 

واثق الجابري ||

 

رُبَّ أحد يستفسر عن مفهوم"حرية التعبير"، وهل للتعبير  حرية، وقبل أن نفهم هذا المفهوم ماذا نعني بالحرية التي نتحدث عنها، وأين تقف حدودها، وأين نحن من هذه الحدود؟

الحرية حق ثابت لكل فرد في المجتمع،  وترتبط الحرية الفردية بالحريةالجماعية، ويقال: "تنتهي حرية الفرد عندما تبدأ حريات الآخرين" والولايات المتحدة الأمريكية في بداية التأسيس عندما أطلقت مفهوم الحرية؛ قالت "لا حرية لأعداء الحرية" وهذا يعني أن للحرية  أعداءً وحدوداً، وإن كانت بالتعبير ،يعني أن ليست كل التعابير مسموح بها في كل الأوقات والأمكنة "لكل مقام مقال" ،وهنا للقول والتعبير مقامات وأعراف بل حتى قوانين مقيدة، ومن ضمن القول الشهادة، والزور فيها يغير الحقائق ويحول الجاني أحياناً إلى ضحية،  والقول هنا جريمة، ولكن بنفس الوقت يُقال "ليس كل ما يُعرف يُقال" وكلام يؤدي إلى مشكلة، فالسكوت عن نطقه أفضل من قوله، و"إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" وذكرته الأحكام الشرعية بالصمت الواجب والمستحب والمكروه والمحرم والمباح.

ينطبق على القول ما ينطبق على الصمت، فيما اذا كان الحدث واقعاً والحديث صحيحاً، فكيف اذا كان غير واقعي وسمعي، وكثيرة فيه الأرقام والإتهامات التي تجانب الحقائق، بآراء مستغلة فسحة الحرية، وشعار حرية التعبير.

الكلام يُنطق بأحرف معدودة في كل لغة، إلاّ أنها تعطي معانيَ مختلفةً إن تغيرت نبرتها عند إستخدامها من شخصين مختلفين؛ تبعاً للبيئة والمقصد والعلمية بالموضوع والعمق ،وكما يُقال "المعنى بقلب الشاعر"، فكيف إذا قرأ الشعر من لا يعرفه، والأدهى أن تحدث بموازين الشعر مَنْ لم يجرب كتابة حرف منه.

إن التعبير حق  وله حرية تتوقف عند حريات الآخرين، إلاّ أن الأهم من لا يعرف مغزى الحديث وتبعاته، وقدم مصلحة الفرد على الجماعة، والتعبير لابد أن يكون ناجماً عن معرفة حدود الحرية، وأن لا يكون من يُعبر به فقط وسطاً ناقلاً، لتحصد نتائجه ليس من مصلحتها صيانة الحرية، أو حتى تحقيق مصلحة ذلك الفرد الذي أوهمته أن الحرية أن تمارس وتقول ما يباح و ما لا يباح، تحت يافطة الحرية، وأن كانت عند الدول قوانين، فعند الشعوب أعراف أكثر رسوخاً وتأثيراً من القوانين المكتوبة.

يبقى التعبير حراً فيما اذا كان مبنيّاً على مباديء معرفية، وفهم الكلمات قبل التعبيرعنها ومالها من تأثير آني ومستقبلي، والأفراد أحرار عمّا يعبرون إلى حدود  الإضرار بحريات الآخرين، والأقل ينطبق عليهم مبدأ تفضيل حرية الفرد على الجماعة، وإلاّ عليهم إقناع سواهم للمشاركة في ذاك التعبير، فهي إقناع لا تقاذف وزيادة إنقسام، وحين أتيحت وسائل التواصل الإجتماعي، فليس معناه عندما تمتلك قلماً؛ تستطيع كتابة ما تشاء، أو تُعطى حرية التعبير وتعبر بالإساءة دون دراسة والواقع والإنطلاق من الحقائق وإدراك الأضرار، ويعني إستغلال حرية التعبير وتجاوز حدودها، هو عداء للحرية وإساءة بالتعبير.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك