المقالات

دولة الفقيه وصناعة الجند ..

1211 2020-11-18

 

مازن البعيجي ||

 

"الجند" المقصودة في مقالي, كل الجند أصحاب مراتب جنرالات والعاديين ممن في فلك خدمة هذه الدولة .

المعروف في الصنوف العسكرية كافة وكل تفرعاتها الحديثة أنّها تحمل صفة القوة والبأس والبطش وردة الفعل حتى لو كانت كارثية بسبب عقيدة العسكرة ذات الطبع القاسي وفي اغلب الأحيان المستهتر الفوضوي في القتل واحد أو جماعات .ولعل النّموذج القبيح الذي قدمته أمريكا في العراق هو اكبر أسوأ نماذج العسكرة القذرة منزوعة الرحمة والإنسانية بالمطلق ، فكم اغتصبوا رجالا ونساء وأطفالا؟ وكم قتلوا مثلهم؟ كم سرقوا؟ وكم عذّبوا؟ وألف كمّ وكمّ؟!

والجنديّ منهم لا همّ له غير الشرب والزنا والقتل ،ولا يعرف خالفه لا على دينه ولا على أي دين ، بل يتعمدون اختيار من علت رتبته بالقساوة والنذالة والبطش! هذا وفي كل جيوش العالم بما فيها العالم الإسلامي والعربي نسبٌ في التدني الخلقي والإنساني بتفاوت ليس كبير!

أمّا في في "دولة الفقيه" فقد أختلف الأمر ..فقد أوجدت نموذجاً باهراً بجمال عقيدته والروح التي نقّاها وخلّصها من الشوائب النفسية والشهوات والرذائل وذاك بسبب العقيدة الروحية التي تربى عليها جند "الفقيه" طوال عقود على منهاج الدفاع المقدس عن الثورة الخمينية والإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم بقيادة عالمين جليلين القدر وعارفين نذرا العمر لله تبارك وتعالى .

وتمّ اختبارُ هذه العقيدة والعقائد في امور اخرى في الحرب المفروضة على إيران الإسلامية من قبل البعث الصدامي وأمريكا والخليج العبري! فهرعت الشباب صغاراً وكباراً وكهولاً ومعاقين وفاقدي البصر  للتطوع في المساجد  وهم يتوسلون ليتم قبولهم للذهاب الى حربٍ لم يكونوا لها بجاهزين مع شبه انعدام في الإمكانيات العسكرية التي تصدّ كلّ هذه الدول ذات الهدف المشترك وهو القضاء على اخر معاقل الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم بعد أن سقط الإسلام في كل مكان ورفع الراية!

جندٌ تدفَعهم العوائل ،امهاتهم والأباء والزوجات والبنات ،أن اذهبوا للجبهات ، ولكن بشرط ألّا تعودوا إلا شهداء محمولين على الأكفّ حتى نحتسبكم عند الله ثم المصطفى وآله علي والحسين والمهدي وفاطمة....

 لوحةٌ لا تتكرّر بذات ألقِ ما كانت يوم كان الكل تكويه نار الخوف وتصهره نيران الخشية على الثورة المشتراة بأثمن ما يملك الإنسان وهي الروح الرخيصة  حتى عند من عمره دون الثانية عشر سنة .

جنودٌ تسمعُ لهم على السواتر ازيز ودوي النّحل ، وهم يواظبون على كل مستحب ونافلة ،يغرون به الشهادة لتحلّ فيه قوافلها فالشوق يمزق أرواحهم ويحرق لهم الفؤاد ، وفي كل ليلة تُرفع لهم أكفّ وتذرف دموع ويعلوا لهم صوت نحيب وصراخ وتناهيد تقطع القلب والكل يعترف مع ما قدموا بالتقصير ( وَقَدْ اَتَيْتُكَ يا اِلـهي بَعْدَ تَقْصيري وَاِسْرافي عَلى نَفْسي مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً لا اَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنّي وَلا مَفْزَعاً اَتَوَجَّهُ اِلَيْهِ في اَمْري غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْري وَاِدْخالِكَ اِيّايَ في سَعَة (مِنْ) رَحْمَتِكَ، ) .

جنودٌ لم يركبوا غير مطايا الليل وسراج الدموع "سلامٌ هي حتى مطلع الفجر" ، عفة وعرفان وتوجه واعتقاد ونبل وشهامة وروح تمتهن الاخلاق

مُعسْكرهُم لم يكن ساتر ترابي أم موضع دفاعي كما في بقية العساكر في العالم ، بل كان معسكر تدريب يشرف عليه محمد وآل محمد عليهم السلام ومدير ذلك المركز الكبير المفتوح في كل ربوع إيران هو "الحسين" عليه السلام .

لتصبحَ صناعة الجند حرفة حصرية وماركة متفرّدة ختم عليها أنها ممهدة انيطت بها مهمة اصلاح العالم وانقاذ المستضعفين ، ليشع نور دولة الفقيه في كل اصقاع الأرض واينما وجد المقاوم الشريف لتشرق لنا شمس في ربوع لبنان بقيادة فيض الله ابو هادي جندي الولي ، ومثله في اليمن ومثله في العراق حيث الم ه ن د س وحش١١١ده المبارك ، وسوريا وفلسطين وهكذا ملئت الأرض بنقاء العسكري العقائدي الذي يحمل على كتفه الرتب والعناوين وهو جليس التراب وتقبيل ايادي المدافعين ورائد البكاء على الحسين وما قاسمنا إلا نموذج البكائين من خشية الله تعالى !

شتان بين جواره وجواري!!!

 

وثوب الرياء يشف عما تحته

           فإذا التحفت به فأنك عاري!

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك