المقالات

لماذا نتحفظ من الاستثمار السعودي؟!


 

عبد الكاظم حسن الجابري||

 

يتداول في الاعلام كلام عن نية السعودية استثمار الصحراء العراقية في بادية النجف وكربلاء والانبار, دَعَمَ هذا الحديث هو وصول وفد سعودي كبير إلى العراق, يضم شخصيات من مختلف القطاعات السعودية, وكذلك تصريحات مقابله أدلى بها مسؤولون عراقيون بشأن الجانب السعودي, وترحيبهم بالعمل المشترك في الاستثمار والاعمار ومكافحة الإرهاب, كما صرح وزير الخارجية فؤاد حسين "بان العراق يسعى للاستفادة من خبرة السعودية في مكافحة الارهاب".

رافق هذا الحراك سخط شعبي كبير, ورفض للاستثمار السعودي للأراضي العراقية, واعتراض مختلف الفعاليات الرسمية والعشائرية والاجتماعية والإعلامية وشجبها للاتفاق مع السعودية.

لا بد من القول إن الاستثمار هو من أهم مصادر تنمية المجتمعات والبلدان, وإن تم وفق أصوله وضوابطه, وبعيدا عن الفساد فسيكون –الاستثمار- فرصة كبيرة لتطوير بلدنا الذي يأن من الفشل الخدمي والصناعي والزراعي, كما إننا كعراقيين نرحب بدخول الشركات الاستثمارية العالمية إلى بلدنا لإقامة مشاريع تنموية تسهم في التنمية العمرانية وإمتصاص زخم البطالة.

ربَّ سائل يسأل! اذا كان العراقيون هكذا يرحبون بالاستثمار فلماذا يرفضون ويتحفظون من الاستثمار السعودي؟!

الإجابة واضحة جدا لمن يتابع الشأن العراقي وخصوصا ما حدث بعد 2003, حيث لم تبدي السعودية أي مؤشرات إيجابية تجاه العراق, وكل ما عملته ساهم بشكل كبير في إزهاق أرواح العراقيين, فكل فتاوى التكفير صدرت منهم, وأكثر الانتحاريين الذي فجروا أنفسهم في العراق هم سعوديون بأكثر من خمسة آلاف انتحاري وأغلب الإرهابيين السجناء هم سعوديون, وأكثر أعضاء القاعدة وداعش هم سعوديون.

كذلك عملت السعودية على تجويع العراق من خلال ضخها للنفط وإغراق الأسواق العالمية, مما ادى الى هبوط اسعار النفط الى ما يقرب العشر دولارات, مما جعل الدولة العراقية المعتمدة على النفط تواجه ازمة مالية كبرى, وصلت إلى حد تعطيل رواتب الموظفين, كذلك ظهور ولي العهد السعودي بن سلمان على شاشة التلفاز وحديثه العلني بأنه كيف يضع يده بيد الشيعة –وهنا يعتبر العراق بلد شيعي وهو بالفعل كذلك- وهم يؤمنون بفكرة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه.

المشكلة إن بن سلمان لا يعترف بعقائدنا, ويعتبر أغلب الشعب العراقي خارج عن الدين, فكيف يأمن العراقيون دخول الشركات السعودية إلى المناطق التي يعتبرها بن سلمان كافرة وخارجة عن الملة؟! وهل يعقل إن من يسمي النجف الاشرف "بالأنجس" وكربلاء المقدسة "بالمنجسة" أن يقوم بتطوير واستثمار هذه المدن المقدسة؟

الخشية قائمة من أن تكون المناطق الاستثمارية السعودية هي خطة لتكوين جبهة سعودية متقدمة داخل العراق لتخريب وضعه, بعد أن فشلت مخططات القاعدة وداعش والانفصال التي كانت السعودية العامل المشترك والممول في هذه المشاريع الثلاث, ومع ما يشاع بان الاستثمار الصحراوي السعودي سيتم بعمالة فلسطينية مستقدمة من مخيمات اللاجئين في الاردن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك