المقالات

إصبع على الجرح..معادلة وطن بين غبي وذكي..

1368 2020-11-12

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

جاء في مذكرات خروتشوف الذي حكم الاتحاد السوفييتي من(1953 - 1964) وتميز حكمه بالمعاداة الشديدة للستالينية وانتعاش التحريفية وبإرساء الدعائم الأولى لسياسة الانفراج الدولي انه اتصل به جوزيف ستالين وطلب منه الحضور الى مكتبه بسرعة لوجود مؤامرة كبيرة .

ذهب خروتشوف ومعه مجموعة من الوزراء فقال له ستالين  لدينا معمل إطارات السيارات وهو هدية من شركة فورد الأمريكية وينتج الإطارات منذ سنوات وبشكل جيد ولكن منذ ستة أشهر بدأ هذا المعمل ينتج إطارات تنفجر بعد بضعة كيلومترات من استخدامها ولم يعرف أحد السبب وأريدك أن تذهب إلى المعمل فورا وتكتشف ما هو السبب .

وصل المعمل وباشر بالتحقيق وكان أول ما لفت نظره هو حائط الأبطال على مدخل المعمل وعلى هذا الحائط توضع صور أفضل العمال والإداريين و الذين عملوا بجد و نشاط خلال كل شهر .

 بدأ التحقيقات مباشرة من الإدارة حتى أصغر عامل فلا أحد منهم يعرف الأسباب .

قرر خروتشوف أن ينام في المعمل حتى يحل هذا اللغز .

استيقظ في الصباح الباكر ووقف في أول خط الإنتاج وقام بمتابعة أحد الإطارات ومشى معه في مراحل الإنتاج من نقطة الصفر حتى خروجه من المعمل .

شعر بالإحباط لأن كل شيء طبيعي وكل شيء صحيح وكل شيء متقن ولكن الإطار انفجر بعد إن تم تجربته بعد بضعة كيلومترات .

 جمع المهندسين والعمال والإداريين واحضر المخططات فلم يصل إلى حل . قام بتحليل المواد الخام المستخدمة في صناعة الإطارات فأثبت التحليل أنها ممتازة جداً و ليست هي السبب أبداً والأطارات تنفجر بدون سبب .

يقول خروتشوف إنه اصيب بالإحباط وأحس بالعجز وبينما هو يمشي في المعمل لفت نظره حائط الأبطال في المعمل وانتبه الى وجود إسم احد المهندسين في رأس قائمة الأبطال منذ ستة أشهر أي منذ بدأت هذه الإطارات بالإنفجار بدون سبب .

قام باستدعاء هذا المهندس للتحقيق معه وطلب منه ان يشرح له كيف استطاع أن يكون بطل الإنتاج لستة أشهر متتالية ؟ فرد عليه المهندس إنه استطاع أن يوفر الملايين من الروبلات للمعمل و الدولة .

فسأله وكيف استطعت أن تفعل ذلك ؟ قال : ببساطة قمت بتخفيف عدد الأسلاك المعدنية في الإطار وبالتالي استطعنا توفير مئات الأطنان من المعادن يوميا .

هنا اصابت خروتشوف السعادة الكبيرة لأنه عرف حل اللغز أخيرا و لم يصبر على ذلك فأتصل بستالين وشرح له ما حدث وبعد دقيقة صمت قال له ستالين وأين دفنت جثة هذا الغبي ؟ فأجابه إنه لم يعدمه بل سيرسله إلى سيبيريا لأن الناس لن تفهم لماذا يتم إعدام بطل إنتاج .

 انتهت القصة وفيها نستنتج إن ثمة أخطاء للأذكياء قد تؤدي الى خسارات كبيرة للوطن وتؤدي الى مأساة رغم انهم لم يسرقوا ولم يكونوا فاسدين  فكيف إذا تسّلم أمور الوطن والمواطن أناس اغبياء وحرامية وفاسدين فكيف سيكون مصير البلاد والعباد . ..

مجرد رسالة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك