المقالات

ماذا بعد ترمب؟!


 

الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي ||

 

          لقد حسم الجمهور الامريكي أمره بإنهاء مرحلة كانت هي الاخطر سوءا في حياتها في ظل سياسات صبيانية أظهرها المعتوه  ترمب  وهو يسلب العالم أمانها وحقوقها تحت عباءة حفظ هيبة الولايات المتحدة الامريكية ونظرية محور القوة الفريدة التي تصورها بعض السفهاء إلى جانبه حتى تخيلها ترمب  وتوقع أن العمل عليها سيجعله أكثر مقبولية في الوسط الامريكي وأكثر تأثيرا على العالم سيما الضعفاء ومن يصدق عليهم أنهم أشباه الرجال.

          إن من المؤكد أننا لا نعتقد بأن خليفة ترمب سيكون على وفق طموحات العالم الذي كان ينتظر انكسار ترمب؛ ولكن هزيمة ترمب أدخل السرور إلى قلوب الكثيرين سيما المطالبين بالثأر لدماء قادة النصر الذين يجدون في هزيمة ترمب أول قطرات الغيث نحو الثأر لأبطال المقاومة وقيادات الانتصار, فقد حان كسر المعادلات والمراهنات التي عوَّل عليها خونة العرب ودفعوا الملايين من أجل وصول ترمب إلى البيت الابيض مرة أخرى؛ لأنهم يتصورون أن عزهم المفقود وبقاءهم المهتز إنما يكون ويقوى ببقاء ترمب المهزوم.

          واليوم بات واضحا أن خليفة ترمب وإن كان ضعيفاً كسابقيه في نظر المؤمنين فليس له ولا لسابقيه قدرة على زحزحة عقيدة الابطال في استرداد الحقوق المسلوبة والتصدي للإرادات الخبيثة التي أظهرتها قادة الولايات المتحدة في مختلف المراحل السابقة وكشف عنها بشكل معلن ترمب الذي آمن بالعيش على جراحات العالم وسلب حقوقهم من أجل الرفاهية المزيفة التي فقدت لذتها بعد أن اختلطت بدماء الكثيرين في مختلف بقاع العالم.

          إن الرسالة التي نقرؤها اليوم في خسارة ترمب  يمكن أن تكون موجهة إلى الكثيرين من الاعداء والاصدقاء, فأول هذه الرسائل هي لبايدن الخليفة الذي ينبغي عليه أن يدرك أن الأيام تداول بين الناس, فعليه أن لا يكون غبياً كسابقه الذي قد لا يجد مكاناً آمنا لنفسي وعياله بعد الخروج من البيت الابيض, والرسالة الثانية للعبيد وهم حكام الخليج وأبناء ترمب الذين ضحك عليهم فسلبهم خيرات وأوطانهم بحجة حمايتهم من محور المقاومة, واما الرسالة الثالثة فهي لمحور المقاومة الذين استبسلوا في التصدي والوقوف بوجه الطواغيت ومفاد الرسالة تقول أن عدوكم صغير وإن أظهر غير ذلك, وأعداءكم حمقى وإن تظاهروا بالوعي والدراية, فعليكم التوكل على الله فهو حسبكم ناصركم وإن قل الناصر والمعين.

          وأما الرسالة التي يريد أن يوجهها خليفة ترمب مع استشراق دورته هي أن العالم سيكون أكثر أمانا من دون ترمب, وهذا بحد ذاته شهادة على السياسات الخاطئة التي كانت أيام ترمب والتي ينبغي تغييرها, وأن الذين كانوا معه هم جزء من منظومته الفاسدة التي ساقت العالم إلى المزيد من التفكيك والتباغض البيني وعملت على تقاطع الشعوب وتناحرها, فعلى المجتمع الدولي وحكام العالم أن لا يعبدوا إلى حكام البيت الابيض؛ بل يتعاملوا على أساس الند والتقابل لئلا يصاب حكام أمريكا بداء القوة الواحدة ومحوريتها فإن هذا العهد ولى إلى هاوية ترمب الخاوية والمخزية.      

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك