المقالات

متى يتبنى الشيعة إستراتيجية ردع الإبتزاز بالإبتزاز ..


 

أحمد حسن العراقي ||

 

طيلة سبعة عشر عاماً وشيعة العراق يتم إبتزازهم ليدفعوا دمائهم ونفطهم كي يكف شريكهم السياسي  السني والكردي عن تهديدهم بالإنفصال أو تشكيل الإقليم .. و بهاتين الإسطوانتين المشروختين  كلما أرادوا أن يمدوا أيديهم الى جيوب الأغلبية الشيعية ليأخذون ما يريدون من مكاسب مالية وسياسية يطالب الاكراد بالإنفصال ويطالب السنه بالإقليم .

 خسر شيعة العراق الكثير .. الكثير من أمنهم وثرواتهم وشبابهم ..بسب تلك الإبتزازات التي باتت إسلوباً بغيضاً يثير غضب الشيعة الذين يشكلون أغلبية الشعب العراقي ..

فيكفي أن يهدد الساسة الأكراد بالإنفصال  وإعلان دولتهم ..حتى يخضع الساسة الشيعة لهم .. ليدفعوا لهم مئات المليارات من الدولارات سنوياً .. ومئات المليارات من الدنانير شهرياً دون أن يقبضوا من الإقليم ديناراً واحداً ..!! ومع ذلك تحول الإقليم الى مركز لإدارة المؤامرات والفتن التي تزعزع أمن المحافظات الشيعية المنكوبة تنموياً والمفجوعة دموياً ..

أما الساسة السنه  فقد أشعلوا حرباً طاحنة منذ عام 2003  ضد الشيعة وأحرقوا المدن الشيعية بالمفخخات والإنتحاريين .. وصولا الى عام 2014 فيما يعرف بنكبة حزيران وسقوط الموصل .. وكانت كل مطالبهم تشكيل إقليم سني بحكومة سنيه  مستقلة لها جيشها الخاص وإدارتها السياسبة والإقتصادية المنفصلة عن بغداد ..  يتم دفع ميزانية هذا الإقليم السني  من أموال المحافظات الشيعية .. !!

وها هم اليوم وفي ظل وصول جو  بايدن يطالبون بتنفيذ مشروعه التقسيمي الذي ينص على تقسيم العراق لثلاثة أقاليم .. وكأنهم ينتظرون كلمة من جو بايدن كي يقولوا وداعاً لوحدة العراق ..!!

والسؤال الذي كان يراودني وربما يراود الكثير من المتابعين والكُتاب والمثقفين الشيعة هو لماذا لا يلجأ الشيعة الى نفس الإسلوب وأعني بذلك ( رد الإبتزاز بالإبتزاز ) ..

• ماذا لو قال الشيعة للأكراد لن نقبل بعد اليوم بنهبكم لأموالنا وثرواتنا من خلال إستيلائكم على حصة لا تستحقونها من الميزانية  دون ان تدفعوا مقابلاً لذلك من مواردكم لخزينة الدولة..

ولن نقبل بعد اليوم أن تواصل أربيل لعب دورها كمركز لإنطلاق عمليات التخريب والمؤامرات ضد المحافظات الشيعية ..واذا كنتم تهددوننا بالإنفصال فنحن من سيقول لكم وداعاً إذهبوا وأقيموا دولتكم المستقلة فإننا سنكون فرحين بذلك أكثر منكم لأننا سنتخلص من أعباء ثقيلة فرضتموها علينا . حينها سيأتي الساسة الكرد راكعين لانهم يعرفون جيداً أنه من المستحيل ان يعلنوا عن دولة مستقلة لهم لسببين :

 السبب الأول : لان تركيا وإيران في اليوم التالي ستنقضان عليهم وتمزقهم لان قيام دويلة كردية محاذية لهما يهدد أمنهما القومي ولن تستطيع حتى أمريكا الدفاع عنهم لأن الدويلة الكردية لا حدود لها الا مع ايران وتركيا فإن لم تمت قتلاً بالرصاص ستموت خنقاً بالحصار والمقاطعة .

السبب الثاني : أن الاكراد أنفسهم سينقسمون لا محالة فحكام السليمانية من آل طالباني لن يخضعوا لحكام آل بار زاني وبالنتيجة إما أن ينتهوا الى التقسيم أو الإقتتال .

وماذا لو قال الشيعة للساسة السنه لن نقبل بأن يكون لكم إقليم خاص بكم بل إذهبوا وانفصلوا .. لأننا غير مستعدين أن تشكلوا إقليماً ندفع نفقاته من جيوب محافظاتنا الشيعية وثرواتها .. وبالتالي إذهبوا حيث تريدون غير مأسوف عليكم .. فقد دفعنا لكم من دمائنا ونفطنا ما يكفي

حينها سيأتي الساسة السنه راكعين لأنهم يعرفون جيداً أن قيام دويلة خاصة بهم هي من المستحيلات وان قامت فهي ذاهبة الى الزوال لسببين :

السبب الأول : أن المحافظات السنية فقيرة بمواردها وليس هناك محافظة غنية قريبة منهم سوى كركوك التي يطمع بها الاكراد وحينها سيضطرون لخوض حرب مع الاكراد ..

السبب الثاني : ان السنه سينقسمون الى جناحين أحدهما يوالي المحور السعودي الإماراتي .. والأخر يوالي المحور التركي القطري وعندها سيجدون انفسهم متناحرين وممزقين بين اجندة إقليمية متصادمة .

الخلاصة : على جماهير أغلبية الشعب العراقي الذين هم من الشيعة أن يجبروا ساستهم على إعتماد هذا المنطق وهذه الإستراتيجية فإن خضع الاكراد والسنه واستقاموا فمرحبا بعراق موحد .. والا فكل واحد منا يذهب في طريقه ..

10/12/2020

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود جعفر مرتضى
2020-11-18
احسنت ودمت يا محترم كلام في منتهى الدقة والواقعية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك