حميد الموسوي||
المفوضية الأوروبية أعدت دراسة منذ عدة سنوات وتحديداً عند أحداث «شارلى إيبدو» فى 2015 قالت فيها «إن المسلمين يشكّلون ما نسبته 2 إلى أربعة بالمائة من تعداد سكان إيطاليا، لوكسمبورج، النرويج، صربيا، سلوفينيا، وإسبانيا، وما بين خمسة إلى عشرة بالمائة، من تعداد سكان كل من النمسا، وبلجيكا، وبلغاريا، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، والسويد، وسويسرا. وتعداد المسلمين فى أوروبا -تقول الدراسة- وصل إلى نحو 53 مليون نسمة، بنسبة 5.2 بالمائة، ويشمل هذا التعداد، مسلمى روسيا والقسم الأوروبى من تركيا، أما على مستوى دول الاتحاد الأوروبى، فإن تعداد المسلمين، يبلغ نحو 16 مليون نسمة، بنسبة 3.2 بالمائة من تعداد سكان هذه الدول!!
وكحال الحركات المتطرفة فى بلادنا يبدو كما قلنا المعادل الموضوعى هناك.. فتظهر مثلاً حركة «بيجيدا» الألمانية بأبعاد قومية متطرفة فى مناطق تجد فيها أفكارها قبولاً كبيراً، مثل بافاريا، وبعض مدن الجنوب الألمانى!! حيث تنشط أحزاب مسيحية أخرى قريبة من الأفكار الأصولية المسيحية البروتستانتية، ومنها الاتحاد الديمقراطى المسيحى والحزب المسيحى الديمقراطى الحاكم، وهناك فى بلدان أوروبية أخرى أحزاب وحركات وتيارات على هذه الأفكار وهذا التطرف القومى الذى لا يعرف أحد متى ينفجر، وفى أى اتجاه قد ينفجر!!
الآن نسأل: من هى الأطراف التى تروج دائماً أفكاراً من شأنها عدم ذوبان المسلمين فى أوطانهم التى يعيشون فيها ويحملون جنسياتها ويتمتعون فيها بكل الحقوق من عمل ورعاية صحية وتأمين اجتماعى وتأمين ضد مخاطر الحياة ومعاشات وخلافها؟! من الذى يروج أن الدين هو الوطن وهى مقولة حق يراد بها باطل وتنطلى على البسطاء وحدهم، إذ تعنى عدم احترام القوانين التى تنظم حياتهم، والتى ليس فيها شىء يتعلق بالعبادة، حيث توفر هذه البلاد، أو على الأقل لا تمنع بناء ووجود المساجد والمراكز الإسلامية وإقامة الشعائر وإقامة مآدب وحفلات الإفطار فى رمضان، وغيرها من المظاهر، ولا يمنعون الطلاق ولا الزواج الثانى إلى آخره؟!
ومن الذى ينظم عمليات نقل شباب هذه الدول إلى معسكرات التدريب على السلاح والتفجير والقتل فى جنوب تركيا وشمال سوريا، ويستغلهم فى صراعات العالم، وهو ما انتبهت له روسيا مبكراً؟! ومن هم الذين يشعلون نار الصراع العالمى بأبعاده الدينية فى كل مكان؟!
ومن الذى تحرّض قنواته على الكراهية ليل نهار وإهمال فكرة اللجوء للقانون وإظهار المسلمين بمظهر المضطهد لأسباب دينية، وليست قانونية وأن الإسلام كله مستهدف، وليس التيار المتطرف وحده؟! مَن الذى يشجع ويدفع بقوة لتشويه المسلمين ودينهم وإظهارهم فى مظهر القتلة الهمجيين الدمويين على خلاف الإسلام نفسه وسماحته وعدله وقبوله للآخر، بل وشراكتهم فى الثروة والأرض والتقدم؟ من الذى يبذل جهداً كبيراً لصبغ الأزمات بصبغة دينية.. ويجهز الدنيا لإعلان الدولة اليهودية وطرد المسلمين من أوروبا؟!
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha