المقالات

الرئيس السفيه..ماكرون أنموذجا..

1774 2020-10-30

 

حسين فرحان||

 

اَلسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، أَمِينِ اللَّهِ عَلَى وَحْيِهِ، وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ، اَلْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ..".

نسي سُراق آثار الحضارات وقتلة الشعوب حكاية أهل نجران ووقفتهم العاجزة أمام المصطفى وأنوار أحدقت به يهم بالابتهال ليجعل لعنة الله على الكاذبين، فهوت الصلبان والصولجانات وانهزم الجمع وهو يردد: أن الجبال لن تصمد إن ابتهل هؤلاء.

وحقيقة أن محمدا صلى الله عليه وآله هو دعوة إبراهيم ونبوءة عيسى ليست مما يُعتنى به كثيرا عند ( ماكرون) المثقف جدا والحضاري جدا وهو ربيب الأتكيت الفرنسي والمدافع عن نبل أرستقراطية العصور المظلمة وذاكرة القارة العجوز المليئة بتفاصيل حكايات أزقتها الرطبة وهي تحتضن الجرذان والطاعون والكوليرا مع أصوات أجراس معتقد هش تطرق أسماع الجياع بأن الثالوث يدعوكم لإدامة الرهبنة وتعزيز وجودها المقدس تحت ظل حمايات قيصرية وامبراطوريات يحكمها لويس الأول والثاني والثالث ومرورا بروبرت الاول و من ثم لويس الرابع والخامس حتى الثامن عشر ونابليون الأول والثاني والثالث وغيرهم ضمن أسر حاكمة لم يكن لها هم سوى جباية الذهب من شعوبها المنهكة وزجها في حروب ونزاعات لا تنقضي إلا بعد عقود طويلة من الزمن. فهي إمبراطوريات يمنحك تاريخها فرصة مناسبة لتقييم ديمقراطية الغرب الناشئة التي أحدثتها ثورة الصناعة فمنحت ( ماكرون) حق الدفاع عن حرية التعبير والرأي والاستماتة في محاولات حفظ الثقافة (الكاريكاتورية) وإن استهدفت مقدسات وقيم وثوابت شعوب أخرى، وتصدير ما يمكن تصديره من انحلال حل مكان الالتزام الديني الشكلي الذي كانت تدير شؤونه الكنيسة برعاية الأباطرة والقياصرة، لكن هذا الانحلال يأبى أن يبقى أسير تلك البقاع المثلجة فلا بد من تصديره كغزو ثقافي جديد يرسم حدود المعتقدات كما رسم سايكس وبيكو حدود المستعمرات، ولكن بطريقة جديدة تفوح منها رائحة العطر الفرنسي و تتصدر مشاهدها دعايات الموضة و ممارسة الشذوذ والترويج للحرية بشكل تأنف منه حتى الكلاب والضواري.

(ماكرون) حلقة من حلقات سلسلة حاكمة طويلة توارثت فكرة الاستهزاء بالشعوب وما تزال تمني نفسها بركوب موجة التسلط والسعي لإثبات وجودها كرقم صعب يحتل مراكز متقدمة ليكون قطبا من الأقطاب المؤثرة ولو بتصدير الإنحلال وهدم ثقافات الشعوب الأخرى فضلا عن مقدراتها،

دون أن يراعي في ذلك أن يفقد الشيء الكثير من تاريخ دولته في نشر ثقافة التحضر المصطنع، وعلى ما يبدو فأنه استغل ما أنتجته يد الغرب عموما من حركات متطرفة عميلة روجت الأسلام بصفة الإرهاب واستغل ذوبان بعض المجتمعات الإسلامية بالثقافة الغربية حتى أصبح الاسلام فيها شكل بلا مضمون، كما استغل ارتباط مقدرات هذه المجتمعات وحكوماتها بالاقتصاد الغربي ومنتجاته وقروضه ليتحدث كيفما شاء، وعموما فهناك عوامل أخرى دعت (ماكرون) وستدعو غيره للتطاول دون رادع فلربما هو يعتقد أن هذه المجتمعات قد وصلت إلى حد من الانصهار في العولمة يحول بينها وبين أن تمتلك ردود فعل تناسب هذه الإساءات، وخلاصة القول أن الرجل قد أمٍن العقاب فأساء الأدب، وهو يعلم جيدا أنه سيواجه بهجمة إعلامية لن تضره شيئا وقد اعتاد هو وأمثاله على الإهانات ورشق البيض وسماع الكلام البذيء في حملاته الانتخابية أو في معرض انتقادات شعبه له، وربما لن يكترث بالمشاعر الغاضبة للشعوب الإسلامية، لكنه -وبعد أن فتح الباب للتطاول على مقام النبي الأكرم صلى الله عليه وآله- ما عليه إلا أن يراجع السنن التاريخية، وما آلت إليه أوضاع الجبابرة والفراعنة حين انتهكوا حرمة الأنبياء وحاربوا رسالات السماء.

فرسول الله:

 "دعوة إبراهيم.. ونبوءة موسى

 ترنيمةُ داود.. وبٍشارة عيسى"

........

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك