المقالات

حديث التكفير على لسان الحيدري..تلك هي الحكابة..!

2013 2020-10-21

 

قاسم العجرش||

 

منذ انطلاق البعثة النبوية؛ مضى من عمر الإسلام 1455 سنة، وستبقى هذه البعثة الشريفة التي بزغت أنوارها على يد سيد الخلق أجمعين؛ إلى يومٍ يظهر فيه من يملأها قسطا وعدلا بعد أن مُلئت ظلما وجورا، وخلال هذا العمر المديد “توزعت” الأمة إلى نحل وملل، وفرق ومذاهب، بعضها بقي حيا فاعلا نشطا، وبعضها الآخر طواه الزمن ولم يستطع العيش، لانتفاء الموضوع في أغلب الأحيان..

قلنا إن الأمة “توزعت” ولم نقل “تفرقت”، فالإسلام جوهر واحد ولكنه ليس موحدا، وهذا أمر طبيعي جدا، لاختلاف ثقافات الشعوب وبيئاتها وألسنها وجغرافيتها، التي انتمت إلى أمة شكلتها العقيدة، ومن البديهي أن ينعكس أثر الاختلافات تلك على تفرعات العقيدة، وليس على جوهرها.

في الاختلافات تنتعش جميع فنون النقاش، ومن بين أكثر تلك الفنون؛ تعد فعاليات التشويش والإرباك والزعزعة، أكثر الوسائل انتشارا وتأثيرا، وفي ذاكرتنا نهج معاوية وابن العاص؛ أثناء خلافة الأمام علي “ع”، فقد اعتمد الثعلبان التضليل والكذب لتحقيق هدفهما باستلام السلطة، في وقت كان يعمل فيه عليٌّ”ع”على بناء أمة، وشتان ما بين المطلبين..هذا يريد بناء أمة وأولئك يسعيان إلى السلطة..

ارتكزت حملة معاوية وابن العاص؛ على القيام بحملة تشويهية لعلي”ع”، اعتمدت الكذب المفضوح كأكذوبة ” علي بن ابي طالب لا يصلي!”..وتمادى الرجلان في حملتهما، إلى حد أن أصحابهما لم يسايروهما طويلا، خشية أن تأتي الحملة بنتائج عكسية.

كان معاوية وابن العاص؛ يريان أن استمرارهما بسوق وتسويق أكاذيبهما، سيحقق نتيجة حاسمة حتى لو كُشِفَت تلك الأكاذيب، فقد كانا يريان أنه ليس مهما أن يقتنع الناس، بحكاية أن عليا لا يصلي، ولكن الأهم لديهما أن ينشغل أتباع علي، بدفع التهمة عنه وعن أنفسهم، وبالحديث عن فضائله..!

راهنا، بات من الواضح أن بناء شرق أوسط كبير تتزعمه إسرائيل، وينخرط فيه الأعراب المتخمون بالمال السهل الوفير، والذين يخافون عليه كخوفهم على أنفسهم؛ وعلى عروشهم المضمخة بروائح البترول؛ الممزوجة بدماء الشعوب التي نكبوها بفكرهم التكفيري، يستلزم أولا أن يتم اِتّهام الشيعة؛ المعارضين لهذا المشروع الخبيث الخطير، بأنهم تكفيريون لعموم المسلمين.

ثانيا؛ ريثما تستقر هذه التهمة في العقول ولو جزئيا، سيضطر الشيعة إلى الانشغال بدفع هذه التهمة عن أنفسهم، وبالحديث عن مناقبهم واعتدالهم وثوابتهم، بدلا من الحديث عن خطورة المشروع الصهيو أمريكي أعرابي، أو الترويج لمواقفهم التي لا تتهاون ولا تساوم على الموقف من إسرائيل..

الضجة التي أثارها حديث السيد كمال الحيدري، حول ما يُدعى من بهتان؛ يتمثل بتـكفير المسلمين المخالفين لمدرسة الإمامية، لا يمكن النظر إليها خارج هذا السياق، مع أن الواقع ينفي وينسف هذا الافتراء جملة وتفصيلا، ولسنا بحاجة إلى سوق الأدلة النقلية والعقلية في هذا الصدد، بل يكفينا في عصرنا الراهن، حديث “أنفسنا” عن إخواننا السنة للسيد السيستاني، الذي دفعنا من أجله بحورا من الدماء..

اللقاء المتلفز مع السيد الحيدري، عمل كبير جرى له إعداد إعلامي محكم، في غرف سياسية تعمل في إطار المشروع الصهيو أمريكي أعرابي، والهدف هو التشيع المعادي لهذا المشروع، من خلال استدراج السيد الحيدري واستغلال نقاط ضعفه، واستغفاله واستنطاقه بما يريدون.

كلام قبل السلام: أحاديث الحيدري منتشرة على اليوتيوب وليست جديدة, ولكن حين ينشر الحديث في برنامج على قناة العراقية الرسمية، فإن المقصد واضح تماما، وهو أن يتساوى الشيعة المقاومون للمشروع الصهيو أمريكي أعرابي مع الوهابية التكفيرية..وتلك هي الحكاية..!

سلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك