المقالات

سيدةُ السُلُوّ (عليها السلام)


 

مها خليل||

 

كثيرًا ما في ساعات خلواتي تجتاح دماغي فكرة دائمة ، تراودني بين الحين والأخر . تضمنت هذه الفكرة أو بالأحرى هو تساؤل أنى لسيدة أن تمتلك هذا القدر الهائل من الصبر والأناة ، سيدة بهذا الحجم المُقدس والمعروف أن النساء أقل تحملاً للأذى حين يفقدن من يحببن . وهي التي رأت آل بيتها يتساقطون أمام عينها واحدًا تلو الأخر كأنهم كواكب قد عصف بها الكون لترقد جثثهم ممزقة على رمضاء كربلاء . أي قوة عظمى ! .

وسط تلك الحرب المدمرة حافظت على عفتها لم يهزمها الحزن و لا الكرب والبلاء ، ولولا دورها ذلك اليوم لما اكتملت رسالة أخيها الحُسين الشهيد (عليه السلام) .

كيف استطاعت أن تسطر أروع الخطب الثورية في التأريخ دونما أن تحسب حسابا لطاغية زمانها . مقتحمة مجلسه منكسة هيبته ، بلسان مبجل بالأوصاف الدقيقة والكلمات الحادة المنتقاة دون تلعثم . فهي العالمة الغير معلمة ، والفهمة الغير مفهمة .

زينب عليها السلام لم تترك صلاة الليل حتى في حزنها فهي على طول مرحلة الأسر كانت تقيمها بل زاد توجهها نحو الله وإزدادت تعلقًا به .

نعم كان دورها إيصال الرسالة لنساء عصرها وونساء جميع العصور وعلى مر التاريخ وإلى يوم البعث . تلك السيدة خلدت دور المرأة المتزنة المتزينة بالعفة و الحياء ، أدت رسالتها على أدق وأتم وأكمل وجه ...

والآن حري بنا أن نتساءل كنساء في هذا العصر مادورنا تجاه هذه السيدة ؟ ومالذي أديناه وماذا سنقدم لنساء الأجيال القادمة ! هل نحن نستحق تلك الدماء الطاهرة التي سالت من أجل ثبات ديننا ؟ وهل نستحق أن نأخذ مكان فخر المخدرات زينب عليها السلام ؟ هل بإمكاننا أن نقدم ربع الدور الذي أدته تلك المعظمة ؟ .

أفسح لكنَّ التفكر في هذا التساؤل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك