المقالات

العيش الحيواني .

1256 2020-10-01

 

مازن البعيجي ||

 

أشكالية العيش في هذه الدنيا يحددها القرآن الكريم ودستور الخلائق حينما يصف هذه النشأة هي العمل في الدنيا وتخزين من الأعمال الصالحة المقبولة وغداً الحساب ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) المائدة ٩ .

( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة ٢٥ .

ومن الخلود تعرف أن هذه الدنيا ليست للخلود والبقاء الدائم بل هي محطة سريعة جداً مهما طال فيها العمر سينتهي بالموت السريري وعجز الأعضاء عن تنفيذ ما يرغب به الأنسان الشره الغير مؤمن والذي لم يوصل نفسهُ للقناعة التي معها تستقر روحه وجوانحه والجوارح.

ولذلك الكلام موجه للعقلاء ومن أستخدموا أداة العقل وأعتمد على أستنتاجها الأيجابي ، فمثلاً لم يكلف الإنسان العاجز عن حمل السلاح بخوض المعارك التي تحتاج جسد وكذلك فاقد البصر أو الكفيف ( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ) الفتح ١٧ .

ولكن تبقى وسيلة العقل لمن عنده عقل سوي صالحة للعمل ولم تنحى كما تنحت الأعضاء التي تعين الجسد ، ومن هنا قد يكفينا لتدبر الحياة والعيش فيها أن نستخدم نعمة العقل وأستخدام الأوامر الإلهية في معرفة سبيل العيش الكريم وليس الحيواني الذي يشبه البهائم التي ترعى من الصباح للمساء وتشتر دون أن تقدم شيء عدى زيادة في الوزن المستفيد منه القصاب ومن يأكل اللحم!

ومن هنا كان القرآن ملتفت الى البعض ممن نحى عقله أو منحه لغيره أو أوقفه لأجل قضية منحرفة شاذة وعطل نتاج العقل النعمة الكبيرة القرآن يجنب الحيوان من أن يوصفه به ويتعدى الى وصف أكثر بشاعة من الحيوان ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) الفرقان ٤٤ .

يصفهم يسمعون ويعقلون ومع ذلك عند عدم الأنتفاع به هو حيواني العيش لالا بل اضل سبيلا!

وهذا ما ينطبق على الكثير الذين يريدون الحياة دون منغصات وأبتلاءات وأختبارات مع أصل ثابت في الدنيا هو صراع الحق والباطل وكل ما يترتب على هذه المعركة بل وحدة وقوة أدواتها الخطرة والتي تحول الإنسان من فاعل إيجابي الى سلبي كالجماد الذي لا نفع فيه ولا فائدة!

ومن هنا عبر عن المقاومين والمدافعين والباذلين من اجل الحق ارواحهم بالأحياء حتى بعد الممات وعبر عن السلبيين ومن ارتضوا العيش الحيواني البهيمي بالاموات وأوصاف اخرى ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) آل عمران ١٦٩ .

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك