المقالات

التطبيع مشروع اقتصادي أكثر مما هو سياسي.


  عبد الكاظم حسن الجابري||

وقعت الامارات والبحرين ميثاق تطبيع وتبادل علاقات ثنائية بينها وبين اسرائيل, والحقيقة ان هذا التطبع -ذكرناه في مقال سابق- ليس مستغربا ولا جديدا, هو مجرد ظهور من الكواليس الى العلن. من ناحية تجارية اقتصادية فان مشروع التطبيع سيعيد ترتيب طريق الحرير, فموانئ الخليج - حسب ما اقره التطبيع- سترتبط بمسار بري عن طريق الاردن وصولا الى ميناء اشدود الاسرائيلي, وستكون كل الدول التي يمر بها الطريق مُطَبِعة مع اسرائيل. اول المتضررين من مشروع التطبيع ومن الطريق الجديد هو مصر, فالوجهة التي ستمر بها القوافل التجارية ستختصر المسافة, فبدلا من الاستمرار بالإبحار والالتفاف حول القرن الافريقي, والدخول من  مضيق باب المندب ومنه الى قناة السويس فبالحر المتوسط وهي رحلة طويلة جدا ومكلفة, ستقصد تلك القوافل موانئ الخليج ذات السعة العالية والمتطورة في عملية الشحن والتفريغ, لتنقل شحناتها برا الى اسرائيل ومن ثم اعادة شحنها عبر البحر المتوسط الى اوربا وامريكا. العراق وايران وروسيا وتركيا ستكون متضرر كبير أيضا من هذا التطبيع, فموانئها لن تكون مقصدا للقوافل التجارية العالمية بالنسبة للعراق وايران, فيما سيموت الطريق البري الواصل الى اوربا عبر روسيا وعبر تركيا. كذلك ضمنيا سيكون الاكراد العراقيين والسوريين من ضمن الجهات المتضررة من هذا التطبيع, فلن تكون اراضيهم مهمة لمرور التجارة بعد ان تتحول الى الطريق البري الخليجي, وهو طريق منبسط وغير وعر وسيكون مسير القوافل فيه اسرع وأكثر مرونة. مسالة مهمة لابد ان نذكرها هنا, وهي إن العراق اذا اراد التغلب على هذا المشروع, فعليه عقد اتفاقية مع الاردن ومصر والاستفادة من ميناء العقبة الاردني لتحقيق امرين, الاول هو فتح سوق جديدة للعراق في افريقيا, والامر الثاني هو اختصار الطريق لنقل البضائع عبر قناة السويس باتجاه البحر المتوسط ومنه الى اوربا وامريكا, وعليه فان الحكومة العراقية مطالبة بالإسراع في تنفيذ ميناء الفاو, وانشاء ربط سككي مع الاردن وتوسيع شبكة الطرق والعمل على إرساء الامن لإنجاز هذا المشروع.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك