المقالات

الإنتخابات.. قانون مختَلَفٌ عليه وموعد غير متفق عليه

1391 2020-09-10

  واثق الجابري||

 

يغيب عن بال كثيرين أن واجبات الحكومة الحالية، هي إعادة هيبة الدولة والإعداد للإنتخابات المبكرة، وكل منهما ملازم للآخر، بشرط أن يكون المسعى جدياً والهدف غير سياسي، ويخدم الدولة وشعبها.  قوانين انتخابيةعديدة معروضة أمام القوى السياسية والشارع العراقي، ولكل قانون وتعديلاته، جملة عواقب وإشكاليات، تتفاوت من قانون لآخر وبالوقت نفسه لا يوجد قانون جامع مانع؛ يخلو من العيوب والثغرات، وتتفق عليه جميع الأطراف، لذا تعددت  وأختلفت، وبالآلاف في العالم، وفي العراق تجارب عدة لم توصل إلى الإستقرار على قانون يُعَدُّ هو الأفضل. ما مطروح الآن الدوائر المتعددة الفردي، ويلاقي أيضآ جملة من الإشكاليات الفنية وكيفية حساب كوتا النساء والأقليات، ومقترح يوزع الدوائر على الأقضية ويواجه مشكلات الحدود الإدارية  وعدد السكان، ومن الأقضية ما هو أقل من 100نسمة وآخر كأن يكون 150 وغيره 175نسمه فليس من المعقول أن يكون للأول والثاني مقعد واحد فيما يُعطى الثالث مقعدان، ومشكلة التعداد السكاني ومخاوف سيطرة جماعات على الدوائر حسب طبيعة القوة المسيطرة على الأرض، والجدول ما يزال يدور حول آليات حساب المقاعد، وما هي حصة كل طرف سواء كانت حزبية أو شعبية أو طائفية أو قومية، من هذا القانون أو ذاك.  يبدو أن هنالك إختلافاً على موعد الإنتخابات، بعد أن حددها رئيس مجلس الوزراء في 6 حزيران 2021م، ويشار إلى رأيين أولهما ،يعتقد أن القوى السياسية لا تريدها مبكرة للحفاظ على مكسبها، فيما يذهب الثاني إلى قناعتها بالمبكرة وأنها أفضل فرصة من تأخيرها، فيما يرى المتظاهرون  الحاجة للإنتخابات من أجل إزاحة بعض الطبقة السياسية، والمفوضية من جانبها تبدي الاستعداد في حال توفرت بيئة آمنة وإستعدادات لوجستية.  إن المهم ليس طبيعة القانون فحسب،  بل حجم المشاركة وكثافتها ونوعية إختياراتها، وآليات تنظيم القوائم الإنتخابية وأدواتها وكيفية إقناع الجمهور ببرامجها، والفوز بالإنتخابات ليس فقط أمنيات ما لم تكن هناك أدوات فاعلة لتقدم هذا على ذاك، وهذا يحتاج إلى عمل منظم وبرامج تحاكي المشكلات وتدخل أذن وقلب الناخب، وإلاّ الإعتراض على  خلل في القوى الحاكمة دون مشاركة، لن ينتج خريطة مختلفة، وسيفور أرضية للتشكيك بالإنتخابات بل حتى يشوه الثقة بالعملية السياسية والتبادل السلمي للسطلة والإحترام للصندوق.  مخطئ من يعتقد أن القوى السياسية الحالية  تبحث عن تأخير الإنتخابات، فهي ما تزال تملك الإمكانيات المادية والفنية والإعلامية، القدرة على إعادتها للسلطة، وكلما كانت الإنتخابات أبكر كلما كانت فرصه أكثر، كون من يعترض عليها إلى الآن لم ينتظم ويحدد قيادات وآليات التعامل مع الإنتخابات، بل منها من لا يؤمن بالإنتخابات أصلاً وهذا مخالف للديموقراطية، حين لا يقبل مشاركة الأحزاب ولا يقبل تقدمها عليه بالأصوات، ولا يترجم إعراضه إلى فعل سياسي، وكل ما يعرضه  سلبية ما ستأتي من نتائج، دون الخوض الفعلي في تفاصيل تعقيد المشهد السياسي والإجتماعي العراقي، ودون الإعتماد على نخب تمثله وتترجم واقع التظاهر إلى حزب سياسي يقبل بكل النتائج وأن كان  دون طموحه بكثير، أو يعمل من خلاله بدور المعارض من داخل قبة البرلمان لإصلاح العمل السياسي.  واجب الحكومة إقناع القوى السياسية والمتظاهرين بحتمية إجراء الإنتخابات في وقت مبكر، وحث كل الأطراف على المشاركة الفعلية وهي السبيل الوحيد للخروج من المأزق، بشرط أن تؤمن كل الأطراف بالنتائج، وتهيئة الأرضية المناسبة لإجراء الإنتخابات المبكرة، وإعادة هيبة الدولة بفرض قوانينها على جميع الأطراف سياسية كانت أو شعبية متظاهرة، وإعادة الهيبة والأحترام لرجل الأمن، ومن لا يستطيع أن يعتقل من يحمل مولوتوف ويرميه على رجل أمن أعزل، لا يستطيع أن يمنع هذا السلاح وغيره في التأثير على نتائج الإنتخابات.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك