محمد عبد الحسن عيدان الكعبي||
العراق بموقعه الجغرافي المهم وبما يملكه من طاقات بشرية وإمكانات مادية عظيمة وموقع مهم في الساحة العربية والدولية يؤهله أن يكون بلداً حيوياً متقدماً من حيث التنمية والتطور.
نهرا دجلة والفرات قلب العراق النابض واللذَان يرويان أراضيه ويسقيانها, مما جعلها خصبة و جميلة وسهلة الزراعة , و تتوفر فيه السياحة بشقيها الدينية والترفيهية بريةً كانت أو بحرية والتي لو عُمل على تفعيلها وتطويرها لانتعش البلد انتعاشاً اقتصادياً ملحوظاً ولَجَذَبَ آلاف السواح , و الأراضي الخضراء المهملة بدون أي تفكير جدي لاستثمارها، أدى الى وجود مساحات واسعة خالية في القطاع الزراعي و الإسكاني والتي لو أُستُغِلت لحلّت اكبر مشكلة سكانية وزراعية في البلاد .
ولا ننسى ما يملكه العراق من اهوار عظيمة وهي من اروع المعالم السياحية مع وجود ثروة حيوانية كبيرة جدا , فيما لو تم احيائها وتطويرها بشكل صحيح ستدرّ الكثير من الأرباح ، ولكنها أيضاً مهملة تماماً .
و لكن بسبب عدم تنمية القطاع الزراعي والسياحي وتطوريهما ليحققا الاكتفاء الذاتي للبلاد، صار الاعتماد الكامل على النفط وحده يشكّل تهديداً لكل منابع الثروة وحقول الاقتصاد الاخرى.
كذلك يملك العراق منافذ حدودية متعددة تدر الاموال من خلال التبادل التجاري ويمتلك معامل ومصانع يمكنها ان تكون رديف للدخل القومي واستقطاب اليد العاملة الداخلية ولأغنتنا عن استيراد الكثير من المواد، فينبغي استثمار الطاقات العراقية في حقول النفط بدل اليد الاجنبية التي تُخرِج العملة الصعبة ولا تدخلها.
لدى العراق معبر جوي يربط الغرب والشرق , يرفد خزينة الدولة بالأموال الطائلة، يمكن استثمارها في مشاريع التنمية الداخلية، ويمتلك العراق مياه اقليمية تدر عليه ارباح كثيرة، ويعتبر العراق من البلدان الشابة ويمتلك العقول الجبارة والتي لو استغلت بشكل سليم لأحدثت طفرة في حقول المعرفة والتطور الصناعي والتكنلوجي .
يحتاج العراق إلى رجال دولة ومناخ استثماري آمن واستقرار سياسي، ومواطن يستشعر قيمة ما يملك من خيرات، عندها يمكن أن ينهض البلد، لكن الواقع خلاف ذلك، الانهار عبارة عن أنقاض واوساخ ، والمراقد الدينية والسياحية تعاني الاهمال وتردي الاوضاع الخدمية والبائسة وانتشار النفايات والخرائب فيها، وعند دخولك لأي محافظة سياحية دينيه كانت أو غير دينية , تشعر بانك تسير بمنطقة مهجورة منذ الاف السنين.
اهمال القطاع الخاص وعرقلة المشاريع حال دون أي تطور، يعاني القطاع المصرفي والمالي من تخلف وتراجع.
البلد تحول إلى صحراء، تراجع، تخلف، تردي الخدمات واهمال في كل نواحي الحياة، بسبب التنافس من اجل السلطة والنفوذ وصراع المصالح والاستحواذ على المغانم والانشغال بالمكاسب الخاصة والفساد وغياب الرادع الاخلاقي والوطني والديني وتعقيد القوانين الاستثمارية والروتين المقصود لعرقلة حركة التطور وهو ما حال دون تنمية العراق مع وجود موانع داخلية وخارجية، وعدم امتلاك الارادة الجادة لبناء دولة حقيقية وغيرها من الاسباب حالت دون تحقيق الطموح وتحويله إلى واقع.
و(الله يساعد المواطن على بلواه)
https://telegram.me/buratha