المقالات

الغاضبون لاحراق قناة دجلة..؟


 

نزار العبادي||

 

الحرق (ثقافة احتجاجية) روجتها على مدى 10 أشهر قنوات فضائية عديدة، وغرستها في نفوس الشباب كسلوك ثوري، ودعمها ناشطون بعضهم الآن في مكتب رئيس الحكومة، وصمتت عنها الأقلام الواعية طوال تلك الفترة ربما خوفا من الاتهام بمعاداة الثورة ومن ثم الاعتداء عليهم أو حرق بيوتهم.

ترسخت ثقافة الحرق وطالت مؤسسات حكومية ومقرات أمنية ومستشفيات ومدارس وجامعات ومقرات حشد واحزاب وبيوت، وطالت حتى مرقد السيد الحكيم، وتطورت مؤخرا الى هدم بالشفلات، دون أن تواجه بثقافة مضادة، أو استنكار، أو ردع حكومي.

حين تم حرق مقر قناة دجلة، أطلت أقلام النفاق برؤوسها لأول مرة، واستنكرت الحرق.. والحقيقة لو ان من حرق مقر دجلة اي مجموعة من مجاميع التظاهرات لكان الأمر عاديا جدا ولوصف (فعلا ثوريا)، وما أثار حفيظة أحد.. لكن الجديد هو أولا: ان من حرق القناة هم المباحون طوال 10 اشهر لحرق مقراتهم وبيوتهم وصور شهدائهم وقادتهم ونعتهم بالعمالة.. وثانيا، لأن القناة تتبع جهة (سنية) وليست شيعية، والمولوتوف الثوري محرم على السنة والكرد.

 باختصار ثقافة الحرق والتخريب والفوضى تصبح فعلا وطنيا ثوريا لأي جهة تستهدف الحشد والمقاومة والقوى السياسية والمدن الشيعية حصريا، أما ان استهدفت أي مكون آخر (سني أو كردي) مهما بلغ هول فساده وانحرافه السياسي والاخلاقي فهي فعل تخريبي ضد الوطن والديمقراطية..

 ومن هنا عليكم أن تدركوا حقيقة ماجرى في الوسط والجنوب طوال 10 أشهر، ومن كان يقف ورائه، وأي لعبة سياسية قذرة مررها (الشركاء) وحلفائهم الخارجيين لاستهداف المكون الشيعي حصريا، وتفكيك لحمته، وضرب ركائز قوته.

كنت منذ بداية التظاهرات ارفض الحرق والعنف، وكان هناك طابور من حملة الأقلام يهاجموني ويكفروني ويهدرون دمي بتهمة معاداة الثورة، والمفارقة أن طابور المنافقين والانتهازيين هو نفسه اليوم من يتباكى على حرق قناة دجلة، وحال الديمقراطية.. لك الله ياعراق..

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فيصل الخليفي المحامي
2021-01-18
دائما متألق اخي نزار ..تحية من صنعاء الصمود .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك