المقالات

الفضائيات تاريخيا 

1421 2020-09-01

 

ماجد الساعدي||

 

كان جي غارنر ، اول حاكم امريكي للعراق ، مازال في الطائرة،  متوجها الى بغداد ، ولم يكن بول بريمر ، مطروحا كحاكم مدني للاحتلال على العراق،  ولم يكن مجلس الحكم قد تشكل بعد ، اما الاحزاب ، فانها اما ماتزال في الطريق البري ، المؤدي الى بغداد ، او تحمل معداتها ، في لوريات للبحث عن مواقع لها،  واما انها جاءت محمولة جوا مع الامريكان ، لم يكن ثمة شيء واضح ، حتى الان ، والفضائيات جديدة علينا ، تحاول تقريب المسافة ، والقوات الامريكية ، ما زالت تجوب الشوارع ، وترمي قناني المياه على السيارات ، لتتوقف او تطلق النار،  حين تصاب بالذعر ، في هذه الأجواء،  اطلت علينا سيدة طويلة ، ممتلئة وذات صوت اجش ، على قناة فضائية ، وقالت مانصه ، لعد الله يقبل ، همه كاعدين عالبخيخ ، واحنا الشمس ، دخلت لبيوتنا ، وسمطنا الحر ، لعد هي هاي الديمقراطية ، الله يخليك حجي ، لم افهم وقتها ، من كانت تقصد ، لكنها بهذا تكون قد اسست للحظة الصدام ، والرفض الاولى بين طبقة المبخوخ عليهم ، من السبلت ، وبين طبقة الناس ، الذين يرقدون ، تحت شمس ، المبردة القديمة ، والتي تصدر هواء حار للجماهير ، وبعد سنوات صعبة ، وبعد سلسلة متغيرات دراماتيكية ، تتعلق بالامن ، والاقتصاد ، والصراع السياسي،  وانخفاض اسعار النفط ، ودخول الواتساب ، والفايبر ، والتلغرام ، والانستغرام،  والسكايبي ، على خط الاتصالات ، وبعد ظهور برامج ، عرب آيدل ، وذا فويس ، ورامز يلعب بالنار ، وتوب توينتي ، وانتخاب الرئيس ترامب ، واغتيال السفير الروسي في تركيا ، وفي لخظة خاطفه ، وفي قناة فضائية اخرى ، تظهر ذات السيدة الطويلة ، ذات الصوت الاجش، ( ياربي وين شايفها ) وهي تقول من جديد ، وبعد كل تلك السنوات ، ( لعد الله يقبل همه كاعدين عالتدفئة ،  ولابسين صوف ، واحنا المطر دخل لبيوتنا ، وكاتلنا البرد ) لعد هي هاي الديمقراطية ، الله يخليك حجي .  الفضائيات  تاريخيا ، هي التي اسست لشكل العلاقة ، بين الطبقة السياسية ، وبين الشعب ، والتي استمرت حتى اليوم ، واذا ترددت اطلب السيد حميد الهايس ، على عجل واسأله ، وسيقول لك ، ( عش يابا،   يريدون يزوجون بنواتنا ، والله يابا ذولة هتلية ، الله وكيلك هتلية ، دعوا بنواتنا القاصرات ، يلعبن المراجيح ، دعوهن يذهبن الى المولات ، ملاذهن الوحيد ، دعوهن يتابعن المسلسلات التركية ، ويتحسرن ، فو الله لن نترك قاصراتنا ، تحت رحمتكم ) ، اشغلهم ياكربولي ، اشغلهم ، فكلما كان لهم فراغا ، استلوا لك قانونا عن الحامض ، والاوزو ، ورفاقهما ، بعد ان مصوا شيف البلاد ، ورموه كليمونة معصورة على جروحي ، درت ملح عاليمون ، وما غزر ملحنا ، اليوم نجرب الحموضة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك