المقالات

يحسين بضمائرنا

1595 2020-08-30

  قاسم الغراوي||   للقصائد الحسينية تاريخ وكتبت في مواقف وللشعراء حكايات من التحدي ارتبطت بمواقف السلطة المعادية لقضية الامام الحسين (ع) ودفع المحبين ثمنآ لهذا العشق الحسيني في أحلك الظروف التي مرت على العراق حكمت فيها الحكومات المتعاقبة بالنار والحديد على زوار الامام الحسين في ذكرى استشهاده وبرزت في تلك العقود قصائدآ لن تنسى ظلت راسخة في وجداننا ربطت بين محبة الامام الحسين والتضحية من اجل المبادىء التي امن بها وهي العدالة ومحاربة الفساد والمفسدين وبين التحدي الكبير للسلطة وممانعتها لهذه الزيارة وابرز هذه القصائد (ياحسين بضمائرنا)  ولتاريخ هذه القصيدة وأسباب كتابتها اقتبس ماورد للأستاذ علاء محي الدين عنها: في عام ١٩٧٤ كان المرحوم الشاعر الحاج رسول محيي الدين مدعوآ من قبل الحاج حسن آل ماشي لإحياء مراسيم عاشوراء في موكب جمهور الحمزة الشرقي في محافظة القادسية. وقد اُستدعي رحمه الله بصحبة الحاج حسن لمقابلة مدير أمن الديوانية آنذاك لغرض ابلاغهما تعليمات السلطة في ما يجب ان يقال على المنبر من مديح للحزب والثورة (!) وكذلك لتسليمه مبلغ من المال تحت عنوان دعم الشعائر الحسينية. وهو اجراء كان يتبعه زبانية النظام البائد لغرض السيطرة على الشعائر وصولا إلى منعها لاحقاً. وقد اعتذر الشاعر عن  المديح على المنبر بذريعة ان الظرف لا يسمح لان المناسبة حزينة وقد لا يتقبل الناس التطرق إلى مواضيع خارج مصيبة عاشوراء مما قد ينتج مردوداً عكسياً لما يريده مدير الأمن. واما بخصوص المبلغ رد الشاعر أنه غير محتاج شخصيآ كونه لا يقرأ تكسباً بل أملاً في مرضاة الله وشفاعة الحسين (ع)، وإذا كان المقصود دعم الشعائر فليتم التبرع في هذه الحالة إلى الموكب مباشرة وأمام الناس أثناء قراءة القصائد كما جرت العادة. خرج الشاعر من المقابلة غاضباً متألماً بعد أن أسمعه مدير الأمن كلمات تسيء إلى شعائر عاشوراء وإلى معتقدات الشيعة وتقديسهم ومحبتهم لآل بيت الرسول (ص)، واستذكارهم عاشوراء من محرم الحرام ذكرى استشهاد الإمام الحسين.  وفي طريقه إلى محل إقامته المؤقت تولدت فكرة القصيدة رداً على إساءة مدير الأمن. وبعدإتمام الصلاة أمسك بورقة وقلم ليكتب مطلع القصيدة وكان وقتها (يحسين بعقايدنه) وليس (يحسين بضمايرنا) كما أشتهر لاحقاً. ثم أكمل نظم القصيدة في الاسابيع اللاحقة في بغداد حيث محل إقامته في حي البنوگ.  وفي موسم الاربعين قرأ الشاعر القصيدة في صحن الامام الحسين (ع) لكنه لم يكملها بسبب إشارة وردته من زبانية الامن المتواجدين في الصحن الشريف رغم كون القصيدة مجازة سلفاً. فأنهى القصيدة عند مقطع (تربة كربله تشهد المن دمنه اصبحت حمرة) بعدما خنقته العبره.  ولم يتمكن أبناءه من تسجيل القصيدة على شريط بكرة وقتها بسبب عدم امتلاك الموكب لجهاز تسجيل. وبعد ذاك اخفى الشاعر القصيدة املا في ان يسنح الظرف لقراءتها كونه امتنع عن القراءة في المواكب بعد هذه الحادثة. وقبيل موسم عاشوراء عام ١٩٧٧ طلب الرادود المرحوم الشيخ ياسين الرميثاوي من الشاعر مجموعة قصائد تهيؤاً لمراسيم عاشوراء القادمة حيث تعود أن يستنسخ نسخاً من القصائد المقروءة في المواسم السابقة. فعرض عليه فيما عرض هذه القصيدة وقص عليه حادثة القراءة في الصحن الشريف. فتأثر الشيخ ياسين بالقصيدة وقرأها في موكب عزاء خرنابات في ديالى وتعمد عدم ذكر اسم الشاعر تحسباً للمحاذير الأمنية لكن تم تسجيلها على شريط كاسيت وهو التسجيل الذي اشتهر وانتشر على مدى العقود الخمسة الماضية. وقد وصلت نسخة من الكاسيت إلى ثوار انتفاضة صفر ١٩٧٧ في طريق النجف - كربلاء والتي صادف اندلاعها بعد اسابيع من قراءة القصيدة في خرنابات. وسرعان ما تم استنساخها وتوزيعها على الثوار حيث أصبحت نشيد وهتاف المنتفضين على طول طريق مسيرتهم من النجف إلى كربلاء.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك