المقالات

من أموال الناس أم من مالك؟!

1484 2020-08-28

 

✍️ إياد الإمارة||

 

▪ لا تُصلَح أحوال الناس بفسادٍ ابدا، كما لا يُصلحها فاسد ابدا، و لا يُصلح الأحوال إلا الصلاح، ولا يصلحها إلا مصلح حقيقي يخشى الله في الناس وفي حقوقهم ويتقيه..

شعارات وكلمات وخطب الإصلاح والمصلحين التي لا تستند إلى سلوك عملي لن تأًتي أُكلها وليس لها أي أثر على أرض الواقع وتبقى بالمدى المحصور بين الشفاه والمسامع ولا تتعداهما مطلقاً.

هذا من جانب ومن جانب آخر على كل المتصدين للخدمة الإجتماعية خصوصاً هؤلاء الذين يرون إن التصدي لخدمة الناس وقضاء حوائجهم وإدارة شؤونهم واجب شرعي "وهو من تكاليفهم" مرتبط بالله عز وجل لاغير، على هؤلاء أن يكونوا بمستوى اضعف الناس يعيشون حياتهم ويتحسسون معاناتهم ويحاولوا أن يرتفعوا بهم ومعهم إلى حياة أفضل، لا أن تحجبهم عن الناس الحجّاب والقصور والفوارق الطبقية الفاحشة، وإلا بخلاف ذلك عليهم أن لا يدعوا إرتباطهم بالتكليف الشرعي لا من قريب ولا من بعيد، وبذلك نطلق عليهم ألقاب أباطرة أو قياصرة وليسوا رجال خدمة عامة يعملون بالتكليف الشرعي.

الظاهرة في العراق الآن أن البعض يبالغ في مظاهر الترف والإسراف  وهو يدعي ما يدعي حمله من أعباء مسؤولية الناس وإدارة شؤونهم!

فلي أن أذكر -هذا البعض- بآية من آيات الله تبارك وتعالى يقول فيها عز من قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}

 كما أذكر هذا البعض بموقف الثائر المصلح الكبير أبو ذر الغفاري "رضوان الله عليه" وهو يقف بوجه الطاغية المتجبر الذي استأثر بالفيء معاوية الأموي لعنع الله الذي رآه يجعل لنفسه -وهو متصد لإدارة شؤون الناس- ما لا يجعله لغيره من العامة، فيقول له: «إن كنتَ بنيتها من مالِ الله فهي الخيانة، وإن كنتَ بنيتها من مالك فإنما هو الإسراف».

نحن في العراق وفي هذه المرحلة بالذات بحاجة إلى مَن يكون بسيرة هؤلاء الرجال ووعيهم وشجاعتهم وثباتهم على المبدأ، نحن بحاجة إلى خريجي مدرسة أمير المؤمنين علي عليه السلام من أمثال أبو ذر الغفاري رضوان الله عليه، هذا الرجل الذي أرتشف الإسلام من نبعه الصافي وعاش به ومعه وتحمل ما تحمل في سبيله حتى عرجت روحه إلى السماء وما أعده الله تبارك وتعالى له في الجنة مع النبيين والصديقين والأوصياء والاولياء، ولسنا بحاجة إلى مَن يستن بسنة معاوية وكل آل أمية اللعناء ومن كان على نهجهم من سابقيهم ولاحقيهم من الذين عصوا الله عز وجل وهم يتلون كتابه وحاربوا رسوله وقتلوا أبنائه وهم يدعون إتباعه..

 وهم أشد الناس بعداً عنه..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك