المقالات

لماذا البصرة ولماذا الإغتيال؟!


 

لماذا البصرة..ولماذا الاغتيال ؟!
عامر جاسم العيداني||

الايام القليلة الماضية شهدت البصرة عمليات اغتيال لعدد من الناشطين المدنيين الذين شاركوا في التحشيد للتظاهرات التشرينية والذين يشكلون العصب الأساسي لها لكل تظاهرة تخرج بين الفترة والاخرى للمطالبة بالحقوق وتغييرالنظام السياسي والحكم في البلد وكذلك إنهاء دور الاحزاب الممسكة بالسلطة وتواجدها الحكومي والنيابي من خلال مطالب محددة .
ان عملية الاغتيال جاء في توقيت مخطط له بدقة من أجل إثارة الرأي العام وزعزعة أمن واستقرار محافظة البصرة من قبل جهات متنفذة وبأدواتها الخاصة بعد أن فشلت في تحشيد تظاهرات تقوم بالمهمة مدعومة من قبل افرادها وسلبها من اصحابها وتوجيه الاتهام للحكومة المحلية بالتقصير بأدائها الأمني .
هناك جهات خسرت تواجدها في سدة الحكم ترغب بالعودة الى الاستحواذ على سلطة الحكم في البصرة وانها تواجه صعوبة كبيرة في اقناع مؤيديها والرأي العام بانها الوحيدة القادرة على حفظ الامن والاستقرار فيها وتقديم الخدمات لها ، فبذلت جهودا كبيرة في استغلال وتوجيه التظاهرات لصالحها بعدما كانت مطالبها على مستوى الوطن غيرت مسارها نحو اسقاط الحكومة المحلية من خلال دفع اعضائها بالمشاركة فيها واستخدام العنف بضرب القوات الامنية ليكون هناك رد فعل معاكس بسقوط جرحى وشهداء لتتهم فيها القيادة الامنية ، رغم ان رجال الامن جردوا انفسهم من السلاح واكتفوا باستخدام الدروع ، ولكن لم يسلموا من الاتهام رغم الادانات الواسعة من قبل الشارع البصري لهذه السلوكيات .
ان عمليات الاغتيال التي طالت عدد من الناشطين الذين تختلف انتمائاتهم الفكرية عن بعضهم البعض ، لم يكن في الحقيقة استهدافا للتخلص منهم بل هو لتحقيق اهداف أخرى ، من قبل جهات لها أدوات تنفيذية قادرة على تحريكها في كل الاتجاهات فقررت تحريك الشارع البصري ضد حكومتها المحلية من أجل اسقاطها لكونها سلبت منهم ادوات الديمومة للبقاء فترة أطول والحفاظ على مكتسباتها التي جنتها خلال 17 عاما . فإن عملية الاغتيال جاءت لخلط الأوراق وتشتيت العقل الجمعي وارباكه .
ومن المؤسف ان بعض الناشطين قد انطلت عليهم هذه اللعبة فانساقوا ورائها واخذوا يهاجمون الحكومة المحلية ويتهمونها بشتى التهم رغم ان الحكم فيها فردي بعد ان الغي مجلس المحافظة ، وليس للاحزاب فيها موطئ قدم مؤثر رغم وجود اعضائها في المواقع التنفيذية المختلفة ، وهم ليس لهم تأثير على المجتمع ، وأدى هذا الانسياق الى توجيه التهم للحكومة المحلية لكل ما يحدث في البصرة وينسبون لها كل ما يكتب او ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي من منشورات تهاجم التظاهرات والناشطين ، ان ادوات الجهات الطامعة في البصرة ضخمة جدا تعمل ليل نهار من اجل الاستيلاء على العقل الجمعي ويتقدمهم قادتها بالتصريحات التي تبدوا انها مع مطالب المتظاهرين رغم انهم متواجدين في السلطة او من اعوانهم ، وتوجيهه نحو التجمهر والقيام بالتظاهرات بتوقيتات هي تختارها لغرض الضغط على الحكومة المحلية من خلال خلق الفوضى ووصل الحد الى مهاجمة دار المسؤول من اجل قتله وارعاب عائلته للتخلص منه بعد ان عجزت كل تظاهراتهم لاخضاعه لارادتهم او الاستقالة ، فتوجهت الى عمليات الاغتيال للناشطين بكافة توجهاتهم لتحريض الشارع البصري نحو التمرد وخلق مواجهات مستمرة مع الحكومة المحلية من اجل الضغط على الحكومة الاتحادية لتغيير كافة القيادات ومنهم المحافظ .
وملخص ذلك ان الاسباب الكامنة وراء ذلك هو التحدي الذي يواجه الطامعين بحكم البصرة هي الانتخابات القادمة التي تحتاج الى ارضية للفوز بها هو المال الذي تحتويه خزينة البصرة الرسمية وغير الرسمية وهذا لا يمكن الحصول عليه الا بازاحة الحاكم الحالي الذي حرمهم منها . وان الداعمين الاساسيين لحكومة الكاظمي لهم دور كبير في هذه الفوضى وعدم الاستقرار الامني في البصرة .
ــــــــــــ

 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك