المقالات

العراق يتارجح.. والكتل تتبجح

1140 2020-08-12

 

قاسم الغراوي||

الحديث عن التجاوزات التركية مرتبطة بتاريخ قديم إبان الحكم البائد وبموافقته لدخول القوات التركية لمسافة متفق عليها وكذلك مرتبط بتجديد الموافقة من قبل البرلمان التركي للحكومة بالتوغل داخل الأراضي العراقية لمقتضيات (الأمن القومي) لتركيا.

السياسيين في اقليم كوردستان لهم رؤية استراتيجية بعيدة لمستقبلهم مرتبط بإقامة الدولة الموعودة في المثلث العراقي الإيراني التركي ومواقفهم مبنية على هذا الأساس تجاه التجاوزات التركية. 

ففي الوقت الذي ترمي فيه حكومة اقليم كوردستان الكرة في ملعب الحكومة المركزية وحملها مسؤولية الدفاع عن حدود العراق وتبتعد هي عن المواجهة لحساسية الموقف، في الوقت ذاته تؤيد حزب العمال الكردستاني PKK لهذا النشاط العسكري والمواجهة مع الأتراك لكونه يصب في صالح القضية الكردية لكنها لاتفصح عن ذلك خوفا من ردود افعال قوية من الحكومة التركية من خلال العمل العسكري.

الاطماع التركية مع الاستراتيجية الجديدة للحكومة التركية بقيادة أردوغان هي ان يفرض تركيا كلاعب دولي فاعل ومؤثر في المنطقة والعالم، فالتواجد التركي في شمال العراق مع وجود قاعدة والتواجد في قطر مع قاعدة وفي ليبيا كذلك وأخير في عمان التي خرجت من دائرة الصمت المحايد ليكون قريبا من الحدود مع الإمارات وبالتالي التحرك مستقبلا باتجاه اليمن حيث توجد لها قاعده في القارة السمراء.

إذا لم تخضع تركيا لسياسة امريكا فهي حتمآ تستفاد من هذه السياسة في المنطقة وباعتبارها دولة إقليمية تعطي لنفسها الحق بمراعات مصالحها والحفاظرعلى امنها ولو على حساب الغير وهي خطوة أولى لقضم اراضي وضمها لاراضيها بسبب ضعف الحكومات العربية او التجارب الديمقراطية لحكومات فتيه لم تفقه شيئا او تعير اهتمامها لانها وتجاوزات الدول عليها. 

تركيا تتمدد ولا احد يكبح جماحها لان من يحكمها بقبضة من حديد يعشش في عقله إعادة رسم الخارطة من جديد واسترجاع حق الدولة العثمانية في اراضيها ومن ضمنها في العراق، ومما شجعها هو تدخل جميع الدول الاستعمارية الفرنسية والبريطانية بالعودة لمستعمراتها والرؤية الأمريكية لتقسيم المنطقة العربية وبالذات العراق لتضعيفه والاستيلاء على ثرواته.

العالم وخصوصا منطقة الشرق الأوسط يمر بمنعطفات خطيرة حيث تتفرد الدول القوية المستقر نظامها السياسي باستخدام القوة لفرض الأمر الواقع على الارض وفرض الشروط على الحكومات ونخص بالذكر في العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن  بسب ضعف هذه الحكومات واكتفائها بالاستنكار على الرغم من ظهور الأجنحة العسكرية كذراع للمقاومة في رفض هذا الواقع المفروض في نفس هذه الدول.

وهذا لن يكفي الا اذا توحدت الرؤيا والمواقف الحكومية والشعب والكتل السياسية في رسم سياسة واضحة ومواقف واضحة تجاه هذه التحديات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك