المقالات

من صاحب المصلحة الاولى في انفجار ميناء بيروت؟  

2016 2020-08-06

د .علي الطويل||

 

ميناء بيروت من الموانيء العربية الكبيرة وهو رئة لبنان الاقتصادية ، ففي بلد يعتمد في معظم اقتصاده على التجارة والاستيراد والتصدير ، فان مرفأ بيروت يعد العماد الاول للاقتصاد البناني ليس فقط جراء التجارة وانما جراء الواردات الاخرى الناتجة عن الترانزيت وواردات الكمارك وغيرها  ، اذ يعد اهم الموانئ في حوض شرق المتوسط ، ولموقعه الاسترتيجي ، كان يستخدم لاستيراد السلع الاساسية من دول العالم وتصديرها عبر لبنان الى دول الشرق الاوسط كافة ، وقد انشا هذا المرفأ سنة 1894 , ويتعامل هذا المرفأ مع 300 مرفا عالمي ، ويقدر عدد السفن التي ترسو فيه اكثر من 3000 سفينه سنويا ويضم 16 رصيفا وصوامع عملاقة  للقمح ومستودعات كبيرة للوقود ، وصحيح ان في لبنان  موانئ اخرى على ساحل البحر المتوسط كميناء صور وصيدا وجونية وطرابلس والعديد من الموانئ الغير شرعية  ، الا ان ميناء بيروت اهمها بالنسبة للاقتصاد البناني ، وقد سقنا هذه المقدمة التعريفية باهمية هذا الميناء ومايشكله من دلالة على الحدث الاهم وهو التفجير المفجع الذي اودى بحياة المئات من الضحايا والجرحى ، ودمار شامل بدائرة نصف قطرها حوالي 2_ 3 كم ، ويعد كذلك الحادث ربما  الاكثر فجاعت في تاريخ لبنان الحديث ،

وبنظرة سريعة على مانتج عن هذا الانغجار الضخم يتضح حجم الماساة الانسانية والاقتصادية  التي قد يتعرض لها لبنان الان وفي المستقبل ، فالميناء قد تعطل تماما وتوقفت حركة السفن ، ودمرت صوامع الحنطة ومستودعات الوقود ، ودمار كبير في البنية التحتية والمنشات ، توقف محطات الكهرباء وتدمير  شبكاتها في جزء كبير من بيروت ، واستنزاف المؤسسات الصحية والعلاجية ، فهذا  الاستعراص السريع لنتائج الحدث  تدفعنا الى التساؤل من المستفيد من كل ذلك ؟

والجواب على هذا التساؤل يجبرنا الى الرجوع للخلف والتعمق بخلفيات الازمة البنانية في الاشهر الماضية ، وكيف دفعت امريكا واسرائيل عملائها لتعطيل الحياة في لبنان من اجل الصغط على الاحزاب البنانية لتمرير اجندات معينة ومحاصرة موقف حزب الله السياسي وتحريك جهات معينه شعبية وسياسية ضدة من اجل عزله وسحب سلاحه خدمة للمشروع الاسرائيلي ، ولكن حكمة وبصيرة قيادة الحزب وحنكتها السياسية افشلت المؤامرة ،  واذا مانظرنا الى اهم الازمات التي تعاني منها لبنان وهي ازمة  الكهرباء وازمة الخبز ، وقد دمرت مصادر هذين الملفين بشكل كبير  ، فان ذلك يدلنا على ان  الضغوط الاقتصادية على لبنان قد تفاقمت اكثر بعد  هذا الانفجار ، فان  الامريكان والصهاينة ارادوا اختصار  الطريق  في حربهم الاقتصادية ضد لبنان لاجل اخضاعه   ، اذن هذه اول الدلائل التي تشير باصابع الشك نحو امريكا واسرائيل ،  وهناك بعض الدلائل الاخرى ، منها ان ميناء بيروت يعد المنافس الاول لميناء حيفا الاسرائيلي وتعطيل ميناء بيروت يعني افساح المجال بشكل واسع لميناء حيفا ليكون بديلا تجاريا له ، خاصة اذا اخذنا بالاعتبار ان ميناء بيروت سيحتاج الى فترة طويل من الزمن ليتعافى ، وكذلك اخذنا بالحسبان عمليات التطبيع القائمة على قدم وساق مع الدول العربية ( المستفيدة الاكثر من التجارة عبر ميناء بيروت حاليا )  والتي خلال سنوات توقف ميناء بيروت ستتطور العلاقة باسرائيل اكثر واكثر ، وبالتالي فاننا نكتشف المستفيد الاقتصادي الاول من هذا التفجير ،

وهذه هي مجرد تحليلات للحدث ، ولانريد ان نسبق التحقيقات التي فتحتها الجهات البنانية لمعرفة حيثيات الانفجار والجهات المحتملة التي تقف خلفة ، او انه حادث عرضي كما اشيع لاول وهله ، ولكن تصريحات الرئيس الامريكي بانه تفجير وانه جراء قنبله ، وكذلك النفي المتسارع للمسؤلين الصهاينة وتبرئة انفسهم من هذا الانفجار ، اضافة الى اسراعهم باخلاء ميناء حيفا من المواد المتفجرة ونترات الامونية المخوزنه فيه  وبكميات كبيره  ، تجعل كل مراقب للاحداث يدخلهم في دائرة الشكل ، خاصة اذا ماعلمنا انهم وراء الخراب الاقتصادي لدول اخرى كالعراق واليمن وسوريا ، لذلك لابد من وضعهم اي الاسرائيليين في دائرة الضوء عند التحقيق في هذا الامر ، مع ان الضغوط الكبيرة سوف تلاحق المحققين وقد تطمس جزء كبير من الحقيقة ولكن تظل هذه الشكوك شاخصة وستكشفها الايام اذا لم تكشفها التحقيقات .

5/8/2020

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك