المقالات

العراق إلى أين ؟!

1687 2020-07-30

✍️ السيد احمد فليح الأعرجي||   على الرغم من أن العراق اليوم بنظامه السياسي المتصدع، ومطالب شبابه بإصلاح بنيوي وجذري على الصعيدين السياسي والاقتصادي، يقترب من نزاع داخلي واسع، إلا أن الولايات المتحدة تتحرك كل يوم بطريقة مختلفة نحو نزاع داخلي شامل يهدد مستقبل الدولة ، مع ذلك أنفقت في العراق حوالي ترليوني دولار لافشال الحكومة الشيعية بشبابها ومثقفيها وزرع روح الفشل كذلك فشل الحكومة الشيعية لقيادة الدولة في العراق امر لابد منه من قبل امريكا وضغوطاتها ، وهذا كان استخفاف من القادة وزعماء الشيعة بأهلهم وناسهم ، لان امريكا وغيرها مصالحها اهم من اي شخصية ومصلحة تهم العراق وشعبه . لذلك بقت الحكومة على عادتها ولم تنتبه للشعب وتراوغ بسياستها مع المتظاهر من الشعب المسالم صاحب الحق الحقيقي لا المخربين والمدفوعين للثمن من قبل اجندة تابعة للسفارة الامريكية ، وسياسة قطع الكهرباء وهو ملف واضح بيد الامريكان ، والتي صاحبها قبل ايام هجمات ترهيبيه ضد المرجعية لانها المؤسسة للحشد الشعبي المقدس التي قلبت المخططات الامريكية البريطانية بلحظة وكذلك الهجمات المتواترة فوق سماء العراق لضرب من تشاء وهذا يدل على عدم وجود سيادة للعراق وشعب العراق وقادة العراق المخلصين ، وكذلك بريّاً بتحريك أوكار داعش وارباك المنطقة ، وهذه الفترة هي فقرة اغتيالات المجاهدين من الضباط الذين سطروا اروع البطولات ضد اوكار داعش ، وهذه كلها مدفوعة الثمن من قبل السفارة الامريكية ، وهذه إجراءات لا تدعوا إلا للتشاؤم . والإنسانية المدعاة من قبل امريكا هي لتحريك مشاعر الشباب لتخديرهم ضد مبادئهم العقائدية والعشائرية والاجتماعية ، والا هي لا تحترم الانسانية فلو كانت انسانيه لديها لطبّقت الانسانية في بلدها مما يوجد مافيات وقتل وتشريد وفقر وظلم !!! وهذا الدعم والشرعية والفوضى للمخربين معلوم من قبل قوى سياسية لها عنوان وقيادة وهي اجندة الموساد الامريكي ، وصعود بعض المهرجين في هذه الحكومة هي ركوب الموجه برؤوس المتظاهرين الذين لايفقهون مايجري مابين الأسطر سوى المال المدفوع !!  رغم يوجد حقوق للشعب العراقي على عاتق الحكومة وهذه مطالب واجبه يجب ان تنفذ قبل الغرق ، وكذلك لكي تغلق أصوات النشاز الموجودة تحت قبة البرلمان وفي الاماكن الحساسة في الدولة !!!      ونظرا لاستمرار التظاهرات وسوء الخدمات وهذه الاعمال مدروسة كاملاً لإنهاء : * اولاً : الاحزاب بنظر الشيعة رغم مساوء جميع الاحزاب الاخرى لا الشيعية فقط . * وثانياً : يأتي دور الحشد الشعبي لإنهائه تدريجياً . فإن استمرارها دون اي حل قد يؤدي إلى انزلاق تدريجي إلى نزاع داخلي اهلي كبير وخطير . وكذلك لما يجري في النظام السياسي الراهن في العراق لا يحكمه رئيس "مهيب" ولم يعد "مركزيا" وقويا بل تكليفه تصريف اعمال باطنياً وتخدير الشعب اعلامياً . طبيعة النظام العراقي الراهن، مبنية على محاصصة طائفية ضيقة الأفق، مماثلة لطبيعة النظام الطائفي في لبنان. هذا الوضع المعقد يعني أن أي حركة احتجاجية إذا لم يتم تلبية مطالبها بسرعة، مرشحة للتفكك وعودة عناصرها إلى انتماءاتهم الضيقة كما الان برجوعهم التدريجي واعطائهم حقوق من دون سلب وتعب وعناء !! خلال الربيع الماضي أجري استطلاع شامل للرأي في العراق أعرب فيه العراقيون عن حالة تشاؤم قاتم بشأن مستقبل البلاد. فقد أكد 82 بالمئة من العراقيين أنهم قلقون جدا بشأن تفشي الفساد على أعلى المستويات في البلاد، ورأى 83 بالمئة منهم أن الفساد يزداد سوءا. بدأت التظاهرات سلمية ضد الفساد بين الحين والاخر ، وانعدام الخدمات الأساسية، والنفوذ الامريكي الخانق ​​والحلول السابقة، مثل اجراء انتخابات جديدة لم تؤد إلى أي تغيير ملحوظ ولا الانتخابات القادمة تعطي نوع من التغيير لأن المطلوب هو إصلاحات بنيوية للنظام السياسي وطبيعة تمثيل العراقيين في البرلمان لم يتحول حتى الآن إلى مؤسسة سياسية قادرة على التشريع وعلى مراقبة أعمال الحكومة ومساءلتها، وتتعايش فيه الكتل المؤيدة للحكومة مع الكتل السياسية المعارضة. الإصلاح لن يحدث إلا إذا كانت هناك قوى عراقية نافذة تدرك أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار ​​بصيص الأمل الوحيد هو أن يرغم الوضع الاقتصادي المتردي، وانخفاض أسعار النفط، واستمرار الاضطرابات في الشارع وبقاء الاستثمارات الأجنبية بعيدة، البعض في الطبقة السياسية الحاكمة لقبول بعض الطروحات الإصلاحية وتحديدا الإصلاحات الدستورية التي تعزز دور البرلمان وتحسن من تمثيله الحقيقي للقوى السياسية العراقية، وقدرته على المراقبة الحكومية. طبعا، هذا الإصلاح لن يحدث إلا إذا كانت هناك قوى عراقية نافذة تدرك أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار، وتنطلق من اعتبارات وطنية بهدف إنقاذ البلاد من انهيار كبير وحرب أهلية تدمر الصرح فوق رأس الجميع .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك