المقالات

اجراس الخطر ومشروع الإنقاذ  

1881 2020-07-30

✍ سعود الساعدي ||

 

تعرض العراق في الربع الأخير من عام ٢٠١٩ إلى قصف هائل للنفوس والعقول والاذهان يعادل في خرابه المادي عدة قنابل نووية ولكن العقل العراقي السياسي والاجتماعي لم يشعر بأهواله ولم تهزه انفجاراته ولا يبدو أنه أدرك عمق تأثيراته كاملة على المديين المعاش والمنظور!. وما زاد الأمر سوءا ان هذا العقل ما زال يعيش حالة الصدمة والانكماش العام وعدم القدرة على المبادرة بعد أن تمت محاصرته سياسيا واجتماعيا على المستويات الداخلية والإقليمية والخارجية وبات يعول على أمرين لا ثالث لهما إما حدث مفاجئ كهدية من السماء أو إنجاز او مناورة إقليمية ناجحة من الحلفاء!.

الربع الأخير من العام ٢٠١٩ هو مرحلة مفصلية من تاريخ العراق المعاصر ونقطة تحول هامة في مسار الواقعين السياسي والاجتماعي ستكون لها انعكاسات جوهرية على مستقبل البلد والمنطقة.

يمتاز العقل السياسي والاجتماعي العراقي العام الراهن بأنه عقل حسي وظواهري سطحي وليس استقرائي استنتاجي عميق ومن جانب آخر هو عقل مصاب بالعمى الاجتماعي وما باتت الحقائق البارزة والدامغة واضحة أمامه حتى لو كانت كالشمس في رابعة النهار.

التعويل في الإنقاذ على "المخلصين المرجعية والشعب" أمر صعب وكلها عناوين عامة بلا مشاريع ناجزة أو رؤية شاملة أو إرادة مغيرة، أو برامج مفصلة وكلها أيضا مفردات لعناوين كانت منفعلة بمسارات الواقع أكثر من كونها فاعلة.

يبدو أن التأسيس لمشروع النخبة المخلصة التي تستند على الناس وعلى المرجعية امر لا مفر منه ولكن قبل ذلك تحتاج هذه النخبة إلى أسس مغايرة للسائد من أفكار و مشاعر ورؤى وقواعد انطلاق والى زاوية نظر من خارج الصندوق وقبل ذلك إلى مصالحه مع الذات تدفعها لحمل هموم الناس والاصلاح ووضعها كأولوية قبل همومها الشخصية والذاتية التي طالما تصدرت قائمة الاهتمام والجهد والعمل والدراسة فتم بناء الحياة الخاصة وضمانها في قبال تضييع الوطن والحياة العامة فباتت عوائلنا وحياتنا الخاصة المضمونة" مهددة لأنها بلا بيئة اجتماعية حاضنة وبلا مناخات سلوكية سوية أو مستقرة وبلا مناخ سياسي ثابت وناجز لتستمر هذه الدوامة المحبوكة بدقة وخبث ودهاء مميز وهي حصيلة جهود استعمارية ومخابراتية عريقة وهائلة ولتنتج السحق المتواصل و التشوه والعطب الدائم والصواعق المفجرة للمجتمع وصولا إلى الانهيار او المعجزة.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك