المقالات

ازدواجية الاعلام في التعامل مع المتظاهرين ..!

1603 2020-07-28

  د. علي الطويل ||

 

في مظاهرات تشرين ٢٠١٩ كانت هناك المئات من الصفحات والعشرات من القنوات الفضائية ،  التي تناصر التظاهرات ، وتبث على مدار الساعة وتروج صدقا وكذبا للطعن باجهزة الدولة وجعلها عبارة عن اجهزة ظالمه مجرمه ، همها الوحيد قتل المواطنين الذين يطالبون بحقوقهم عبر التظاهر السلمي ، وحتى تلك المظاهر السيئة والشاذه التي برزت من قبل فئات من المتظاهرين كتعطيل الدولة ، والاعتداء على المؤسسات والموظفين والمواطنين ، وقطع الطرق ومنع المارة من الدخول والخروج،  ومظاهر كثير كانت في حقيقتها لاتعبر عن المتظاهرين السلميين وحركتهم لانتزاع  الحقوق حتى تلك كانت تعامل على انها تظاهرات خلاقة  ، وما ان تغيرت الحكومة حتى اختفت المئات من الصفحات وسكتت عشرات الفضائيات الداعمة ، وكان الامر هو استبدال رئيس الوزراء فقط ، فلا المحاصصة انتهت ولا الخدمات تحسنت ولا الدستور تغير او يوجد امل لتغييره ، بل بالعكس فالخدمات من سيء الى اسوء كالكهرباء مثلا ، ولسنا هنا في باب توجيه النقد للحكومة بقدر تسليط الاضواء على ازدواجية وسائل الاعلام والتواصل وفضح اهدافها ، فالقمع الذي تعرض له المتظاهرون يوم امس وقبل ثلاثة ايام ، سكتت عنه هذه المواقع وتجاهلته تمام ، والسبب باعتقادنا يرجع الى :  1.اما ان رئيس الوزراء هو من كان يدير الحملة الاعلامية ضد الحكومة والحرب النفسية ضدها،  وهو جزء من اجهزة الحكومة في حينها، ودليل ذلك ان العديد من نشطاء المظاهرات واعلاميبها اصبحوا ضمن الجوق الاعلامية للكاظمي ، مثل ملا طلال ومشرق عباس ونبيل جاسم ، وهؤلاء ابرز من كان يوجه سهامه للاجهزة الامنية وبالضد من الحكومة في حينها  ، ولكنهم اليوم اصبحوا ضمن المدافعين عن الحكومة وان كان اسلوبها مع المتظاهرين اسلوب قمعي ادى الى شهداء وجرحى ، فقد قبضوا الثمن واداروا وجوههم للمتاظهرين وللشعب ( المسموط من الحر ) بعد ان جلسوا على اجهزة التبريد . 2.موقف الفضائيات التي كان بثها على مدار الساعة وكانت تصطنع احداثا لعمل اثارة وتخويف اكثر في صفوف الناس ، والفصل بين الشعب والدولة ( ولانقول الحكومة) بل كان الامر الحث على استهداف المؤسسات ، وحتى توجيه المتظاهرين بطريقة عمل القنابل الحارقة ،  وكيفية ضرب الاجهزة الامنية ، والدفاع حتى عن بعض عمليات الاجرام وجعلها بمثابة الجهاد ، ومعلوم اهداف بعضها كالشرقية والعربية ودجله وغيرها . 3. موقف الامم المتحدة ومنظمات المجتمع المحلية و الدولية  ، حيث اعتقد الكثير ان بلاسخارت ، كادت ان ترعى انقلابا في العراق ، وذلك لمواقفها وتدخلاتها في الشان العراقي ، ولكنها اليوم صمتت امام مايتعرض له المتظاهرين من قتل واعتداءات ، كحملة الشهادات العليا وخريجي العلوم السياسية والمحاضرين المجانيين ، وامس متظاهري التحرير . ان هذه المواقف مجتمعه ومواقف اخرى لكتل شيعية وفضائياتها تكشف بشكل لالبس فيه ان القضية ليست قضية حقوق ، ودفاع عن من يطالبون بالحقوق بقدر ان هناك اهداف خارجية وداخلية انسجمت مع بعصها ونهل بعضها من المنهل الامريكي ، لغرض تغيير الحكومة السابقة والاتيان بحكومة جديدة ترعى مصالح هؤلاء جميعا ، وهنا لايتوهم احد اننا ندافع عن ا لحكومة السابقة ، ولكنتا نضع نقاط على حروف تحتاج الى تحليل ، ومواقف تحتاج الى تفسير ، فما عدا مما بدا ، فالمحاصصة قائمة والخدمات اسوء والانتخابات لاامل يرجى باجرائها في سنة واحدة ، وكردستان لازالت الامر الناهي ، وامريكا زادت من اعتدائاتها على الاجهزة الامنية كالشرطة الاتحادية والحشد والجيش في سبايكر يوم امس ، واجهزة الحكومة  تبرر العدوان بانها حرائق نتيجة الحرارة ، رغم ان هذه المواقع قد تعرضضت للعدوان من  قبل ذلك ،  وكشفت الحكومة في حينها ان اسرائيل ورائها .فاين النواشيط واين ملاطلال ومشرق عباس  وجوحي والبشير وستيفن ، واين الشرقية ودجلة والتغيير وبعض الفضائيات الشيعية ، اليس هذا وطن نفسه وطن تشرين ، او ان طبيعة الوطن اختلفت الان ، فاي وطن تريدون هل الوطن بالثوب الامريكي ام وطن مذلول ومهان ويداس من ابنائه والاجانب ، ام ان الوطن هو مايمنحكم الوظأئف المتميزة وبغيره لاوطن لديكم  مجرد سؤال يحتاج ان يقف عنده صاحب البصيرة  فهل من معتبر ؟ 28/7/2020
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك