✍️ أحمد فليح الأعرجي||
لا يخفى على الجميع ما قام به الأمير الشاب من حملة اعتقالات واسعة وتصفية الخصوم وكانت دواعيها تهيئة الطريق للظروف الملائمة مع ضمان عدم وجود اصوات معارضه لطموحاته .
وحسب المصادر المطلعة في الشأن السعودي ذكرت ان الأمير احمد ابن عبد العزيز شقيق الملك -وهو أبرز المعتقلين في الحملة- طلب يوم السبت الماضي من أسرته إحضار "البشت"، وهو عباءة تلبس في المناسبات واللقاءات الرسمية، في مؤشر إلى أنه قد يظهر قريباً في العلن.
الغاية من كل هذا توجيه عدة رسائل يبتغيها الأمير محمد بن سلمان منها : داخليه وخارجية
اما الداخلية: فهي رسالة قوية وشديدة لإسكات جميع الخصوم وخصوصاً من له رغبة في عرش المملكة ، ورسالة للمعارضين من خارج العائلة الحاكمة العلمانيين واللبراليين ، والاسلاميين المتشددين اختلفوا مع ابن سلمان بشأن الإنفتاح الجديد .
ورسالة الى الشعب السعودي مفادها انه لا يوجد شخص خارج دائرة محمد ابن سلمان مهما كان .
اما الخارجية : فتنقسم الى قسمين فمنها مايتعلق بالدول الخليجية والعربية ، ومنها رسالة الى الدول الاوربية وخصوصاً الى الحليف الأستراتيجي للمملكة ( الامريكي و الاسرائيلي )
اما الرسالة للدول العربية فهي واضحة المفهوم .
اما الرسالة الموجة للحليف الاستراتيجي فأنّي مستعد لتحقيق جميع ما يُراد منّي وأن تطلّب الأمر تصفية العائلة الحاكمة بأجمعها ، مع تحقيق شراكة طويلة الأمد و ماقمت به من أعمال من قبيل الانفتاح الثقافي الجديد وتحجيم دور المؤسسة الدينية في المملكة وتطبيع العلاقة مع اسرائيل ومحاربة ايران والفصائل المرتبطه بها وخصوصاً مايسمى ( الحشد الشعبي العراقي ) بجميع الطرق والوسائل وضرب الاخوان المسلمين في مصر وبعض الدول العربية دليل على وفائي والتزاماً بشراكتي معكم .
اما نحن في العراق فعلينا التزامات وفق المعطيات الجديدة وتكون على عدة مستويات فلابد من ان ينتبه السياسي العراقي على الخارطة الجديدة في المنطقة ويجب ان يكون له دور بارز وحضور فعّال في معادلات التغيير الحادث اليوم من قبيل الحفاظ على المكاسب التي حققها (الحشد الشعبي) والحفاظ على الشراكة العراقية الايرانية مع حفظ الخصوصيات للطرفين وغلق الابواق والاصوات النشاز التي أُريد ان تدك اسفين الفرقة بين الشعبين التي تربطهم علاقات تأريخية ودينية واقتصادية ، فلا بد تغيير طرق التعامل وفق مقتضيات التغيير الحاصل في المنطقة ومواجهة مخططات الأمير الشاب بذكاء وحكمة وعدم الخضوع للرأي العام الذي لا يعي حجم المخطط العالمي من حوله ، وعلى سياسيوا العراق التعامل من منطلق القوة بما يملكونه من اوراق كثيرة ومتعددة منها الاقتصادي والسياسي والجماهيري لصد هذا الهجوم الامريكي السعودي الصهيوني لحفظ وسلامة العراق وشعبه من كيد الكائدين والمخربين وعملائهم تحت قبة كل مؤسسة من مؤسسات العراق الحكومية وغير الحكومية .