المقالات

حاكمية الظروف  

1391 2020-07-24

  حيدر السعيدي||

 

    عند التأمل في المباحث الاخلاقية التي يصوغها علماء الاخلاق من استقراءهم للايات القرانية المباركة والسنة النبوية المطهرة نجدها زاخرة بمعاني صيانة النفس وحفظ كرامتها , والنأي بها عن اي مظهر من مظاهر الذل والهوان ,  وفي هذا المضمار تطالعنا الايات المباركة : ( ونفس وماسواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ) , ويندرج في سياقه حديث رسول الله ( ص) :  ( انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ) ويقتبس شاعرنا العربي هذه المعاني الكبيرة ليطرز بها ثنايا قصيدته :

صُن النفس واحملها على مايزينها                         تعش عزيزا والقول فيك جميل

مايثير الاستغراب حقا ان هناك افرادا من بني البشر لا يكترثون لمسألة هوان النفس , ولا تشكل مفردة صون النفس من الدنايا اي معنى في قاموس حياتهم , متذرعين بحاكمية الظروف المحيطة بهم لأهانة نفوسهم ونفوس من حولهم من الاقارب والاصدقاء والزملاء , او قد يعرضون انفسهم للهوان بحجة التكيف مع ببيئتهم الاجتماعية وظروفهم الحياتية .

في مقابل تلك المشاهد الرخيصة من هوان النفس وبشاعة المواقف المتدنية يبصر الناظر لمواقف سامية من اهل الهمم العالية اُباة الضيم وجبال الصبر على المحن والشدائد , يعضون على النواجذ تجلدا ولا ينبسون ببنت شفة عن احوالهم ومعاناتهم في اقسى الظروف واحلك المحن وتظاهر الزمان وقلة الناصر وخذلان الصديق .  

محترفو الهوان لا يروق لهم ان يشاهدوا تيجان الكرامة تتلألا فوق رؤوس اولي البأس الصابرين في الباساء والضراء , المحافظين على كرامتهم في زمن التسابق خلف المغريات وماراثون اللهث بميدان المغانم  .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك