المقالات

المطالبات بحل الحشد .. ماذا ولماذا !؟


    🖌محمود الربيعي ||

 

مذ  لبى المؤمنون الاوائل دعوة الرسول الخاتم ( صلوات الله عليه واله) والتحقوا بصفوف الاسلام الحنيف لم يجد المشركون وسيلة اجدى لهم من محاولة تفكيك هذا التجمع الجديد الذي بدأ يشرق في سماء مكة المحاصرة بأوثان الطغاة الذين عمدوا الى استخدام شتى السبل والوسائل لمنع قيام الدين الجديد تارة بالضغط على من اتى به ومحاولة ثنيه عن عزمه الالهي لتغيير معالم الحياة وهدم كل اشكال الظلم والجور والعدوان وتارة باتباع كل السبل لمنع الالتحاق بصفوفه التي بدأت تشكل رعباً يهدد سلطة اعداء الله ورسوله (ص) . ولأن احداث التاريخ تتكرر مادام الصراع بين الخير وقواه من جهة وبين الشر واساليبه وعدته وعديده من جهة اخرى فقد تجسد في حزيران 2014 صراع جديد بين زمر متوحشة تنفذ اجندات الاستكبار العالمي الذي تقوده امريكا والحكام السادرون بغيهم خلفها وبين شعب آمن بدينه ووطنه واتبع مرجعيته ولبى ندائها ليلد حشدا عظيما حطم مخططات الاعداء واسقط كل خياراتهم في الاستيلاء على مقدراته  فكان ماكان من انتصار اسطوري قلب المعادلات العالمية ووجه البوصلة صوب عراق البواسل الذي اوقف نزيف العالم ومزق اوراق الارهاب التكفيري بين جثث هامدة وبين جرذان عادت الى مخابئها الصحراوية مستظلة بحماية الCIA الجوية والبرية . ومنذ اعلان النصر العسكري العراقي الناجز على دولة الخرافة التكفيرية انطلقت وباشكال واساليب مختلفة ومتعددة الدعوات لاعتقال المارد الشعبي ( الحشد) الذي خرج من قمقم بيت متواضع في احدى ازقة النجف القديمة ليرسم ملامح القوة الجديدة في الشرق الاوسط الذي ظنت ( اسرائيل ) لقعود طويلة انها قد اصبحت فيه السيد الاقوى ، واذا كان من الطبيعي ان تصدر عن تل ابيب وواشنطن دعوات الخلاص من هذا القادم الجديد فان عواصم الخليج والقوى الداخلية التي يحمل ساستها جنسية عراقية تصدرت مشهد المطالبة بحل الحشد ، ولان هذا لم يكن مستبعدا فان الوجه المؤلم لهذه المطالبة قد صدربصيغ مبطنة عن قوى سياسية تناست افضال الحشديين ودمائهم التي كانت ماتزال ساخنة وتفور في عيون امهاتهم وقلوب ابائهم ، ومع ان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة الا  ان هذا الظلم وقع من اطراف كانت تخشى من كل مايحيط بها بعد ان غرقت في مستنقع الفساد والفشل لاكثر من 15 عاما ، ولم تكن قادرة على استيعاب خروج مصادر القوة من سطوة ازلامها ، فكان الحديث عن حل الحشد وتسريح رجاله او توزيعهم على وحدات الجيش والشرطة حديثا نسمعه بين وقت واخر .. ونقول لكل من تسول نفسه تكرار  نفث سمومه على حشد الله الباسل ، ان الامة التي تريد ان تقف على قدميها لايمكن لها ان تتخلى عن عمودها الفقري وان الحشد هو اماننا الذي افتقدناه منذ قيام الدولة العراقية قبل قرن من الزمان ، وان النهر الثالث الذي نبع من دماء شهداء الحشد وجرحاه مختلطا بعرق جباه مقاتليه الافذاذ الذي قدموا اروع دروس القتال وتفننوا في اذاقة الاعداء مر الهزائم وانكرها سيبقى متدفقا مادام العراق ، وان فتوى المرجعية العليا التي انقذت الارض والعرض ستبقى دستورا لعراق سيد وكريم لا تجرؤ قوى الشر على المساس بأرضه مادام في الحشديين عرق ينبض .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Bassim
2020-07-17
احسنتم بارك الله فيكم استاذ محمود الربيعي . سيبقى الحشد الشعبي المقدس شوكة في عيون أعداء الدين والإنسانية (أمريكا وإسرائيل وكل من يواليهم من دول الخليج) وسوف تخرج امريكا من أرضنا مذلولة بهمة الغيارى أبطال الحشد الشعبي المقدس إن شاء الله تعالى ...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك