المقالات

الوعي المعلب...ح1 لماذا معلب؟!  

1611 2020-07-11

سجاد العسكري ||

 

    عندما تكون ثقافتنا وديننا وقيمنا لها بديل في ساحة المواجهة الحضارية فاعلم ان الوسائل والأساليب المؤثرة عبارة عن وعي معلب.

  نعم هذا ما عرفته عن مؤسسات و منظمات وشخصيات قد تكون دولية او محلية تحاول خداع الناس او الشباب او شريحة ما من مجتمع ,وتجعل منهم اتباع مطيعين يتغلغلون بين الشعوب وحكوماتها يتم تمكينهم عبر اتباع سابقين لتنفيذ مخططات تم الاعداد لها مسبقا ,فقد تكون مجهولة عند عموم الناس , ومعلومة عند البعض ,ومسكوت عنها عند البعض الأخر .

    وبسبب التطور الحاصل في مختلف المجالات ومنها النت ومواقع التواصل جعل العالم بين يديك ,وجعل التواصل سهل يسير ,كما جعل الأفكار والنظريات والشعارات  التي تطرح تصل الى الجميع أينما كان موقعهم من الأرض المستديرة ,لتؤثر بهم سلبا او ايجابا كلا حسب قابلياته واستيعابه – وعيه – وغالبا ماتكون المادة المطروحة هي ليست علمية بل تستهدف نقص الشعوب وحرمانهم من مقومات الحياة البسيطة, ليأتي الغرب المتوحش يروج لأفكاره البراقة ليتمكن من افتراس ثقافة وقيم هذه الشعوب ويطرح بديل لايتناسب مع الارث الثقافي لها فيهدمه ويقيم ثقافة اصلها التعامل المادي البحت ,ليضرب منظومة العلاقات وروابطها ومشتراكاتها ثم يفتتها لتكون هشة يسهل هدمها وتركيبها انى شاء.

    عادة ما يتأثر بنظريات وافكار المتوحشون الشريحة الاكبر  والنصيب الاوفر الشباب , فالمتوحشون الذين لايملكون الرحمة الا على الحيوانات امثالهم ليظهروا اعلاميا انهم جوهر الانسانية  , اما مايتعرض له البشر الظلم والقتل والتهجير والتفجير يأتي التأني لأنهم بحاجة الى دراسة وترفع تقارير بالرغم ان المقتول والمهجر والمظلوم بحاجة الى من يلتفت اليه وينقذه  ذلك لأنه بحاجة ماسة كحاجتهم الى الاوكسجين , فتموت بشكل بطيء الى ان يصدر قرار اممي سلبا اوايجابا؟! هذه هي حقيقة الوعي المتوحش.

   فعند التاثير على شريحة الشباب الذين يتمردون على ثقافتهم ودينهم وقيمهم , ويفتقدون الى التفكير العقلي والمنطقي اتجاه الحياة والوقائع التي تحدث في العالم , بالتأكيد ستنقض عليهم افكار الغرب المتوحش , ويتم تصدير وعي معلب لأبناءنا وشبابنا ومجتمعنا وحتى من بيده جزء من القرار سياسي او اقتصادي...

    الوعي المعلب الذي تديره وحوش بشرية التي كل لسانها بمفهوم الإنسانية ,وهو بعيد كل البعد عن اعرافنا ثقافتنا ديننا قيمنا المكتسبة من ارث حضاري عميق , لأستبداله بثقافة هشة تطغى عليها المادية المقيتة , فعند ذهاب زخرفها ستعيش المجتمعات كقطيع يرعاه الذئاب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك