المقالات

التكبر المناطقي  

1858 2020-07-01

حيدر السعيدي ||

 

منذ عقود من الزمن يعمل معهم في نفس الدائرة، وهم يناودون عليه : ( ابو علي ) ويكنونه باسم محافظته التي قدم منها منذ ثلاثين سنة ، ويعللون ذلك بأنه ليس من مدينتهم ، بل من مدينة عراقية اخرى ونحن اهل المدينة الاصليون، فنحن اهل الشرف واهل الخير، وليس كل من يأتي الى مدينتنا وافدا يحمل وسام هذا اللقب وشرف الانتساب .

حالة التكبر التي نجدها عند البعض يصفها اهل البيت (عليهم السلام ) بانها مرض خطير وسقم مابعده سقم،  ذلك ان ائمة الهدى اعلنوها في اكثر من حديث شريف "ان المتكبر تطأه الاقدام يوم القيامة الى ان يفرغ الله تعالى من حساب الخلائق، وان الجنة لا يدخلها من في قلبه ذرة من كبر"  .

حالة التكبر اخذت منحىً جديدا في العراق اسمحوا لي ان اسميه التكبر المناطقي، فهناك مدن تدعي ان لها الشرف بان لديها مرقد امام معصوم مما يجعلها في حالة تعالي على الاخرين، نعم انه شرف كبير ولكن ابحثوا عن شرف اخر من صنع ايديكم لا من صنع السماء .

والبعض يقول ان لدي طبيعة جميلة ولست كباقي المدن التي هي عبارة عن صحراء قاحلة، وهذا الامر الهي فهناك مناطق جبلية واخرى سهلية .

واخرون يدعون انهم اعلم من غيرهم واكثر ثقافة لأن شاعرا ما او عالما في مجال ساقته الأقدار فوضع رحاله في مدينتهم ، حتى وصل الحال الى ان هناك مدن اصبح التكبر فيها سمة بارزة وظاهرة للعيان تمقتها افواه المدن الاخرى، ورائحة الحسد والبغضاء في هذه المدن تزكم الانوف .

ان كان كل الشرف لديكم وجود مرقد او جبل او شلال او معلم سياحي اوغيرها وانتم مثال واضح للتكبر والانانية، فأنتم بحاجة الى مراجعة فورية الى مصحات عقلية كي لا تصيب عدواكم المدن الطيبة الاخرى .

انتم لستم شعب الله المختار، وكل مدينة فيها مواهب علمية وملكات عقلية وتزخر اقضيتها ونواحيها بمعالم سياحية ومراقد دينية، فلاداعي ابدا للتكبر الفردي او المناطقي .

رحم الله الشاعر إيليا ابوماضي اذ يقول :

نسي الطين ساعة انه طين حقير     فصال تيــــــــــها وعربد

يااخي لاتمل بوجهك عني           ما انا فحمة و لا انت فرقد

 انت مثلي من الثرى واليه         فلماذا. يا صاحبي التيه والصد؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك