المقالات

رفحاء وجلد الذات  


عبد الكاظم حسن الجابري ||

 

من الأمور التي تثير لغط في وسط الشارع العراقي هي ما تعرف برواتب رفحاء أو قضية الرفحاويين.

ولكون أغلب من يتداول قضية رفحاء لا يعرف ما هي رفحاء, وما هو قانون رفحاء ومن هم المشمولين بقانون رفحاء.

رفحاء لمن لا يعرفها هي معسكر صحراوي في السعودية قرب الحدود العراقية من جهة محافظة السماوة, يتألف من خيم بائسة دون بناء او خدمات او كهرباء او ملحقات صحية, تم تجميع العراقيين فيه من الجنود الذين تم أسرهم من قبل القوات الأمريكية في احداث ما بعد غزو الكويت –وهم اقلية- ومن العوائل المشاركة في الانتفاضة الشعبانية التي لجأت الى الحدود بعد دخول القوات الصدامية لمناطق الوسط والجنوب وافشال انتفاضة شعبان المباركة.

من ناحية القانون فان رفحاء ليست قانونا مستقلا, ولا يوجد في منظومة القوانين العراقية قانون باسم قانون رفحاء, فالحقيقة هي ان مخصصات رفحاء هي جزء من قانون مؤسسة سجناء السياسيين, والذي تم تشريعه تحت رقم اسم القانون رقم 4 في 2006 باسم قانون مؤسسة السجناء السياسيين, ولم يكن يشمل محتجزي رفحاء وقتها.

في عام 2013 صدر القانون رقع 35 وهو التعديل الاول لقانون مؤسسة السجناء السياسيين, وجاء في المادة الثانية منه تعديل المادة الخامسة من القانون اعلاه ليشمل محتجزي رفحاء وسجناء عام 1963 وسجناء الفترة من 1968 الى 2003.

وجاء تعريف محتجزي رفحاء ضمن المادة الثانية فقرة (و) كالاتي "وـ محتجزو رفحاء : هــم مجاهــــدو الانتفاضة الشعبانية عام 1991 الــذين اضطرتهم ظروف البطش والملاحقة مغادرة جمهورية العراق الى المملكة العربية السعودية وعوائلهم ممن غادروا معهم والذين ولـــــدوا داخـــل مخيمات الاحتجاز وفقا للسجلات والبيانات الرسمية الموثقة دولياً وضحايا حلبجة الذين لجأوا الى الجمهورية الاسلامية الايرانية بسبــب قصفهم مــــن قبل النظام البائد بالأسلحة الكيماوية".

من ملاحظة قانون مؤسسة السجناء يتضح جليا حقيقة التدليس والكذب بشأن وجود قانون اسمه رفحاء!.

كل محتجزي رفحاء هم من الشيعة, ومن ابناء مدن الوسط والجنوب الذين عانوا ما عانوا من بطش النظام البائد, وهم اخوتنا واحبتنا وجيراننا وابناء مناطقنا ومدننا – لستُ رفحاويا ولا يوجد احدا من أهلي من الرفحاويين-.

وهنا يُطرح هذا السؤال, لماذا هذا الاستهداف لمحتجزي رفحاء ومخصصاتهم؟.

الحقيقة ان استهداف رفحاء هو جزء من استهداف المنظومة الشيعية والمجتمع الشيعي, وتدميره من خلال الشيعة انفسهم, وجعل المجتمع الشيعي هو الحامل لراية الاطاحة بمخصصات رفحاء "الشيعية", واخذ الشيعة انفسهم بجلد ذاتهم والاساءة لإخوتهم الرفحاويين من خلال منتجة مقاطع مخلة لفتيات عراقيات -غير معروفات التوجه والانتماء- والصاقها بالمجاهدات الرفحاويات, وتصوير حفلات صاخبة لعراقيين مغتربين من مكونات وطوائف اخرى والصاقها برفحاء.

قبل ان نطرح السبب والمحرك بالضد من قانون رفحاء, نود التذكير بان الرفحاويين يعدون من رواد نقل الفكر الشيعي وبناء العقيدة الشيعية في مختلف دول العالم, فعلى ايديهم تم تأسيس المراكز الفكرية والعقائدية الشيعية في دول المهجر, كأمريكا وكندا واستراليا وبريطانيا والدول الاسكندنافية وكانوا –في غالبيتهم- حملة لراية الدين, ومنهم برزت اعلام لامعة كالرادود المرحوم الشيخ ياسين الرميثي والمرحوم الشيخ كاظم الريسان.

نعود لنطرح التوضيح حول من قاد الظاهرة المعادية لرفحاء وما غايته منها.

هناك ثلاث خطوط كانت المحركة لوئد قضية رفحاء وهي كالاتي:

1-  الخط السعودي: جن جنون السعودية من اقرار فقرة رفحاء واعتبارهم محتجزين, فهذا التوصيف الوارد في القانون يعد ادانة دولية للسعودية, فالتوصيف يوضح ان العراقيين في رفحاء كانوا في محتجز –سجن- ولم يكونوا في مخيمات لاجئين ولم يحظوا بامتيازات اللاجئ, وان فتح ملف رفحاء سيثبت تورط السعودية بقتل العراقيين, وخصوصا حينما قتلت القوات السعودية وجرحت ما يقرب من 850 مواطن عراقي لاجئ في احداث 1993 المعروفة.

2-  جهات بعثية تعتبر الرفحاويين اعداء, لمشاركتهم في الانتفاضة ضد نظامهم المقبور لذا اتخذوا من اعلامهم وقنواتهم وسيلة لتحريك الملف.

3-   جهات سياسية شيعية –للأسف- ليست لها قواعد جماهيرية في رفحاء, فاستثمرت هذا الملف لسببين: الاول هو ضرب قاعدة جمهور بقية المنافسين السياسيين, والسبب الاخر كسب اعلامي لجر الجهور الناقم على رفحاء الى ساحتهم.

المشكلة ان اغلب جمهور الشيعية انساقوا وراء هذه التهريج والتحشيد الاعلامي ضد رفحاء, وتركوا مخصصات البعثيين ومخصصات الاكراد جانبا.

ملاحظة اخيرة ان السذج من جمهور الشيعية فاتهم ان الاموال التي تدخل في جيوب الرفحاويين والتي قدرناها في مقال سابق بمئة مليون دولار سنويا, سوف تذهب لأسواق الوسط والجنوب الشيعي, وستسهم بشكل او باخر بعملية التنمية في مجتمعاتنا, فالرفحاوي حينما يستلم امواله سيصرفها في الاسواق المحلية فيعود النفع على بائع الخضار وسائق التكسي وعامل البناء الجنوبي –الشيعي-.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ماهر
2020-06-24
مقال فيه كثير من المغالطات وتزيف الحقائق عندما كان العراقي يضع التمر في استكان الجاي ولايوجد لديه عشاء لاطفاله كان الرفاحاوين يلقون اللحوم في المزبلة بحجة الذبح السعودي حرام وهم وهابية لديه اصدقاء من رفحاء وكان لديهم كهرباء وخدمات وياتيهم افضل الطعام في وقت كان العراقي يموت جوعا مقال طائفي للاسف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك