المقالات

بارقة الامل ..!  

1347 2020-06-23

حيدر السعيدي

 

       ما ان وقعت عيني على ذلك الرجل الوقور في طريق كربلاء المقدسة ، حتى اقتربت منه مًسلما عليه بتحية المشاية : " ان شاء الله ماتعبت يازاير " .

نعم صادفت ذلك الرجل الطيب اثناء المسير الى قبلة الاحرار في الزيارة الاربعينية عام 2015 ، وبدأ الحديث معي حول عملي ، وحينما علم اني اعلامي في محطة إذاعية قال لي ناصحا : عليكم مسؤولية نشر الامل في نفوس الناس ، وهو اكثر امر نحتاجه في المجتمع اليوم .

منذ ذلك الحين وبقيت كلمات ذلك الرجل عالقة في ذهني ،  كيف نعزز مفردة الامل في نفوس الأخرين ؟  وكيف نستثمر كل ما لدينا من إمكانيات كاعلاميين ومثقفين في تهذيب ارواحنا ومجتمعنا بهذه المفردة العظيمة ،  التي يتبادر الى اذهان البعض ان لا أهمية لها  في ظل ظروفنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الحالية ، وما نعانيه  من تعقيدات الوضع الراهن في عصرنا الحالي . 

الكثير من كبار السن وحتى الشباب يردد ما أهمية ان يكون الامل رائدا في حياتنا ؟

فهناك الكثير من المفردات ومصاديقها نحن احوج مانكون اليها ، مثل العمل والدراسة وجمع الأموال وتوفير السكن وغيرها .

في حقيقة الامر كل هذه الأمور نحن بحاجة ماسة اليها ، ولكن هل من سائل يسأل نفسه إزاء كل هذه المتطلبات ومزيد الرغبات كيف يستطيع الفرد تحقيقها بلا عنصر الامل  ؟

لنتوجه الى هذا الاب الكادح ونقول له لماذا تعمل من الصباح وحتى المساء ، جاهدا نفسك في متاعب العمل ؟ فلا يكون الجواب منه الا اني اعمل لأجل يكبر ابنائي ويعيشوا حياة هانئة ويكونوا سعداء ، انه الامل .

ونفس الطالب الذي يُتعب عينيه في حفظ ومراجعة المناهج الدراسية لتحقيق اعلى الدرجات ،  ليضمن النجاح ويتفوق مع اقرانه ، انه الامل .

وهكذا كل ساع في سبيله وجاد في مبتغاه ، لتحقيق مايصبو اليه في  نيله لرغباته في العيش الكريم ، وبناء دار تأويه مع عياله ، وتحصيل أموال بكد يده وعرق جبينه ، لتحفظ ماء وجهه عن حاجة الناس .

وكلهم على يقين تام ان هذه الأدوات والوسائل تدفعهم لتحقيق غايات كبرى في حياتهم ، ولا ينجحون في الوصول الى مراميهم الى باشراقة نور الامل في جنبات حياتهم ، وازدهار عنصر الامل في ربوع نفوسهم وخلجات ارواحهم ، وصدق شاعرنا العربي اذ يقول :

اعلل النفس بالامال ارقبها                      ما اضيق العيش لولا فسحة الامل

 

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك