المقالات

الفكر المشوش والسرد العقلي للاحداث العراقية  


ضياء ابو معارج الدراجي ||

 

منذ ايام وانا مشوش لا استطيع ان اكتب كلمة واحدة رغم كل ما يمر به بلدنا من أحداث تملئ الكتب والمجلدات بملايين الجمل والعبارات لما يتجدد من طوارئ الامور.

لقد عجزت كتاباتنا منذ سنوات عن تصحيح مسار العقل الجمعي للمجتمع العراقي  في كل مراح ما بعد ٢٠٠٣ حيث سُمح بحرية الكتابة والتعبير عكس ما كان قبلها في زمن حكم البعث اللعين من تكميم للافواه وحبس الكلام في الصدور وكان ثمن كلمة الحق الموت والمطاردة لعائلتك واصدقائك .

فعلا منذ ايام ليست قليلة عجزت عن طرح اي فكرة او كتابة مقال بسطور قليلة  او ان اخرج بتحليل مقنع لما يجري. هل اصبح القاتل مرحبا به والمقتول مدان وخائن؟ هل المضحي للوطن اقل شأنا من السارق البائع لشرفه ووطنه؟ مفارقات عجيبة تدور في رأسي ليس لها حلول او صور واضحة.

منذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة كانت حكومة البلد سنية بحته باعلى المستويات وعاش اجدادنا و آبائنا من الشيعة بانسجام مع قياداتهم في ظل الوطن العراقي الجديد حسب ما قسمته سايكس بيكو عام ١٩١٤ وحتى في ظل حكم البعث وحكومة صدام فان الشيعة قاتلوا ايران الشيعية خلال ٨ سنوات حفاظا على وطنهم تضامنا مع دولتهم وارضهم ضد مذهبهم ، ورغم المآسي والقمع والقتل الذي طالهم من حكم البعثية وقادته بعد نكسات كثيرة سقط صدام وحلت علينا الديمقراطية وحققت الاغلبية الشيعية سطوتها في الانتخابات ليحكم الشيعة مع اخوتهم الكرد والسنة مجتمعين لأول مرة في تاريخ العراق الحديث لكن للاسف سلم الاخوة المشتركين معهم بالحكم ارضهم وشعبهم للشيشاني والافغاني والسعودي وغيرهم من المتطرفين لدواعي طائفية واسقطوا نصف العراق تحت شعار (السجادة جو رجلينا ما يصير نتغطى بيها) وحدث ما حدث في ٢٠١٤ وما تلاها مع هروب قادة ثورة العشائر وداعش الى خارج البلد محملين بتهم وقضايا شتى باعترافات مسجلة كاملة توصلهم الى حكم الإعدام.

لكن بعد ٢٠٢٠ و خصوصا في ظل حكومة النواشيط والفيسبوك اختلف الامر واصبح المجرم بطل والبطل مجرم كقصة (ريا وسكينة) ونحن منذ نعومة اظفارنا نعلم بانهن مجرمات  يقتلن النساء لسرقة مصوغاتهن الذهبية واليوم في العهد الجديد خرجت قصة تجعل منهم بطلات  باشاعة قتلهن لجنود انكليز وقت الاحتلال كما لاحظنا ايضا ان كل قصص الأطفال للشخصيات الشريرة في القصص العالمية اعيد صياغتها بصورة جديد وافلام حديثة تبين وتلمع صورتها من شريرة الى طيبة وكذلك تبين ظلم الكتاب لها مثل قصة الاميرة النائمة وقصة مصاص الدماء دراكولا والمتحولون والزومبي والرجل الذئب والكثير من الافلام الاخرى.

شعبنا اليوم متخبط ضائع بين المذهب وبين الحفاظ على وحدة الوطن وبين المعيشة الضنكة وبين وباء كورونا القاتل الذي استفحل علينا خلال الشهر الماضي وحتى اليوم لتصل الوفيات فوق ٨٠ متوفي يوميا مع ١٠٠٠ حالة شفاء مقابل ١٤٠٠ الى ١٥٠٠ اصابة يوميا ولا يزال بعض المغيبين فكريا يقولون ان الوباء كذبة رغم ما يسقط يوميا بينهم من ضحايا ويتهمون الجهات الصحية بقتل المرضى او تزيف موتهم ولا يلتزمون بالحظر الصحي المفروض ولا بطرق الوقاية من المرض ويساعدون الفايروس على الانتشار حتى اسقطوا الاف الضحايا بغبائهم وتعنتهم تحت طائله هذا المرض وفي النهاية اقتنعوا به بعد ان توفي قريب منهم او جار او صديق لهم كانوا يرافقوه في مرضه.

منذ سنوات والصوت قد بح والعمر قد سار بنا نحو الشيخوخة ولم يستمع لنا صغار العقول حتى انتهى بنا الامر الى ما نحن علية الان من ضياع في كل شي لتأتي حكومة الطشة وتعيد من جديد فرض تكميم الافواه وعقاب من يكتب ضدها بقطع مصدر رزقه كأن البعث الصدامي يبعث من جديد مع وجود عشرات المشجعين لها من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والكتاب المتملقين لكل ما هو حكومي مع انها لم تكمل شهرها الاول في الحكم وكل انجازاتها تسجيلها هدفين بالخطاء في شباكها بتطبيق قانون الضريبة على رواتب المتقاعدين المحمية بقانون وكذلك قطع رواتب تقاعد السجناء والمحتجزين السياسين والتي ايضا محمية بقانون التقاعد المعدل  يعني حكومة لا تعرف قوانين اللعب كل أهدافها تسلل ملغية ضد التشريعات والدستور  مع سكوت مطبق عن ما يحدث من تدخلات تركية ايرانية وقصف مدفعي واحتلال تركي لاراضي عراقية قبل ان تكون كردستانية.

مع ضغوط امريكية بعقوبات دولية ضد فصائل وشخصيات  عراقية شيعية وزجهم ضمن قوائم الارهاب الدولي وغض النظر عن شخصيات وفصائل اخرى تدعي مقاومة الامريكان لكنها ليست ضمن قوائم الحظر او العقوبات.

لذلك افكاري مشوشة فكتبت دون اي تحليل وانما هو سرد حقائق لبعض ما مررنا به وحدث فعلا.
ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك