المقالات

هل سيعم الصمت يا كورونا ؟  

1507 2020-06-17

حسين فرحان ||

 

العالم يحبس أنفاسه، والكل حذر من الكل، لا تقترب أكثر.. لا تصافحني.. لا تلمس بيديك مساحة لم ترش بالمواد المعقمة.. ثم ماذا؟

أصبحنا نرى العالم من خلال (كمامة) البعض يظهر وجهها الأزرق والآخر يظهر وجهها الأبيض في لغة طبية بدأت تنتشر لتغني عن كل اللغات، ربما لن تجد كلاما - في بعض بقاع الأرض - سوى (أنت مصاب بالوباء فابتعد ودعني أنتظر دوري)..

فرحة صغيرة تعم لتزيح بعضا من الهم أن دولة اكتشفت الترياق المجرب وأن الأمور ستؤول إلى خير وسلام.

الأخبار تتوالى تحمل مع عواجلها الاحصائيات، وحياة الشعوب أصبحت رهينة الأرقام فاسم الدولة يقابله عدد الاصابات والنتيجة شلل في مفاصل حياتها وإن لم يحصد الموت فيها أحد.

البعض يردد (لا عاصم اليوم..) وآخر يجزم أنها حرب بيولوجية وآخر يتهم الخفاش والأفعى ويلعن الثدييات والطفرة الوراثية والتعديل الجيني لهذا الفايروس السيء الصيت..

القلق من الإصابة هاجس البشرية جمعاء فهل هو القلق على الأنفس أم على الأبناء أم على المتعلقين والاقرباء والأصدقاء؟ هل تتباين الأولويات في ذلك؟

اللجوء إلى الحلول كيف سيكون - فالقضية عالمية، - هل ستلتجئ البشرية الى الحلول الطبية وتؤمن بها ذلك الإيمان المطلق مع استمرار الوفيات وتسارع الانتشار؟ هل سيكون للتوجه العقائدي نصيبه في نفوس البشر مع اختلاف عقائدهم، فغير المعتقدين بوجود الله تعالى شأنه سيتوجهون حتما لبوذا وللنار والفأر والبقر والطبيعة وطقوس تقديم القرابين للأنهار والبراكين.

هو دون البعوضة التي ضربها الله مثلا لا يرى ولايسمع له صوت سوى صوت نعي الأخبار العاجلة.

(كورونا) ربما لن يمنح لكاتب ما الفرصة لأن يكتب فيه قصة قصيرة فضلا عن رواية ربما يعجبه أن يحاكي فيها رواية ماركيز فيكتب (الحب في زمن الكورونا)..

والهواء ذلك المخلوق المجاني الوحيد الذي تنعمت به البشرية منذ بدء نشأتها أصبح يستنشق بحذر من وراء الكمامات فأصبح يحمل إمارات الموت بل يحمل الموت بعينه.. وأخطر ما في الوباء أنه لا يعترف بأرض دون أرض ولا شعب دون شعب فهو السائح الذي تحمله الرياح حيث جرت لتصنع فوبيا من نوع جديد هي (فوبيا الهواء أو التنفس أو الزحام أو العطاس او السعال)..

لم يحدث جنون البقر ولا أنفلونزا الطيور والخنازير ما أحدثه كورونا حتى كأن العالم يقف عاجزا أمامه وهو فعلا لغاية اليوم أشبه بالعاجز.. فالقراءة للواقع مرعبة وأسوا ما فيها هو أن ينتشر وعندها سيكون الوضع في بلدان كثيرة غير ما نراه اليوم..

الأيمان بالله طوق نجاة ومن اعتقد بالفرج سيراه أما النظراء لنا في الخلق فسيرددون (هل سيعم الصمت يا كورونا؟)

..............

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك