المقالات

متى تنتهي حفلة التعري؟!  

1966 2020-06-16

زيد الحسن ||

 

رحم الله عصر التخلف الذي كنا نعيشه بعيداً عن القنوات الفضائية و الانترنت ، كان جيلنا نحن الذين تجاوزت اعمارنا الخمسون عاماً منهمك في عمله ولا يعرف مايدور في العالم من حوله ، حتى اتانا العلم والتكنولوجيا  فخطف لنا الابصار قبل العقول ، واغرق شيبتنا قبل شبابنا واطفالنا في كل ماتشتهي النفس من ممنوع هو مرغوب .

المبهر في حضارة الغرب سقط اليوم ، وكان لسقوطه دوي هز روح من لديه بصيرة ، تلك الحضارة كشرت عن انيابها وكشفت زيفها بعد ان وقفت عاجزة عن انقاذ من كان بها يفاخر ، مات الاف الناس بسبب فايروس مجهول الهوية والمصدر ولا يعرف عنه شيء الا اتهامات الغرض منها سياسي و اقتصادي تتقاذفه الدول الكبرى فيما بينها ، والنتيجة واحدة ان الفايروس نال اسم ( جائحة ) مزقت ثوب الحضارة و تركتها عارية مكشوفة السوءة .

بعد سقوط النظام البعثي حلقت لنا الاحلام عالياً ، ورفعنا سقف الاماني نحو الغيوم ، كيف لا ومن ظهر على الساحة بديلا عن نظام البعث هم رموز الشيعة والسنة ، هم المناضلين في المهجر المنكوين بنار ظلم البعث ، (المشردون )المغتربون عن وطنهم ، هم من يعرف جيداً لوعة الحرمان و مرارة العوز والقهر ، لكن اقول وكلي اسف تبين انهم العري نفسه وتبين انهم الانحلال بجسده و قامته ، اقزام ارتفعوا فوق اوجاعنا ، و اذاقونا مر الحياة ، كبرت لهم الكروش و العروش ، تلطخت اياديهم بدماء ابناء وطنهم ، وما زالوا يبكون بعيون التماسيح ، منحونا ما حرمنا منه من فضائيات و فتحوا لنا العيون على مصراعيها لرؤية العالم الخارجي المبهر الذي كانوا يرتعون في ازقته من الرذيلة ، وشاهدنا حفلات العري كاملة غير منقوصة حتى ذهب عن جباهنا ماء الحياء ، و تعرينا نحن بدورنا من قيمنا ، ومن معتقداتنا، حتى الثوابت لدينا الشك نالها .

اتساءل اليوم هل ما نحن به عقاب من الله ؟ أم تكفير عن ذنب ؟ أم هو درس من دروس السماء ؟ وأن كان هذا او ذاك ماهو الحل ؟

يقول اهل الدراية و العلم و الحضارة ان الحل هو الوقاية و تجنب الخروج و المكوث في المنازل ! دعونا نتفحص نصيحتهم و حلهم العلمي من جهة اخرى ، اليست هي اقرب الى التفسير الذي يقول ان علينا ارتداء ما خلعناه من ( تقوى ) ، اوليست هي نفس نصيحة ديننا الحنيف والتي عرفنا من خلالها ان الاسلام منح الانسان كل ما يحتاجه لادراك الاوامر اللاهية وخصوصاً ما كان منها اخلاقياً لكي ينجوا ؟

اذن هي العلة الوحيدة التي غفلناها ولن ننجوا ، علينا الأن وقبل فوات الآوان ان ننهي عرينا الاخلاقي الذي نعيشه و نعود الى الله رافعين الاكف بالندم ، طالبين العفو والعافية بكثرة الاستغفار .

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك