المقالات

هل ينجح الاصلاح المالي بعيدا عن النفط ؟ !  

1480 2020-06-15

قاسم الغراوي ||

 

نسمع كثيرا هذه الايام عن خطورة الوضع المالي في العراق، بسبب هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية، واعتماد العراق في تمويل الميزانية العامة للدولة على الواردات النفطية بنسبة كبيرة تتجاوز 90% مما أثر على الوضع العام في العراق.

  مررنا بنفس التجربة وعبرناها حينما هبط سعر برميل النفط في حكومة العبادي وما رافقها من الأحداث التي حصلت في حزيران 2014، ودخول داعش الإرهابي لثلاث مدن واقترابه من بغداد وكربلاء، ومع هبوط أسعار النفط في وقتها لأقل من سعره اليوم ، واضطرار الحكومة العراقية لتسخير امكانياتها للمجهود الحربي، لكن مع ذلك استطاع العراق ان يخرج من ذلك الوضع بأقل الخسائر، والوضع اليوم أفضل بكثير من الأمس الذي تحدثنا عنه.

الغالبية تتحدث عن خطورة الوضع المالي للعراق والسبب اما غياب الدراسات والتخطيط للازمات او  في حقيقة الأمر لا يعرفون كيف يقيمون الأمور ويضعونها في نصابها الصحيح مع وجود الثروات الأخرى غير النفط.

للنهوض بالواقع الاقتصادي على الحكومة الاعتماد على الصناعة والزراعة كاساس لديمومة قوة الاقتصاد العراقي بعيدا عن تقلبات اسعار النفط اولا وثانيا توفير العملة الصعبة من خلال الاكتفاء الذاتي الصناعي والزراعي والاستغناء عن الاستيراد.

اولا :  تستطيع الدولة دعم القطاع الصناعي لأنها الفاعل الرئيسي فيه، بامتلاكها لمعامل كثيرة منتشرة في أرجاء العراق (معمل البتروكيمياويات، معمل الزجاج ، معمل الفوسفات ، معمل الأدوية، معمل الطابوق ، معمل الاسمنت، معمل الورق) هذه المعامل لو عادت للعمل فستكون هناك حركة عمل واسعة في العراق ، تدعم الموازنة بأموال كثيرة وتسد جزء كبير من العجز المالي الذي يحصل في الموازنة إضافة لتشغيل الأيدي العاملة وتقليل نسبة البطالة ، وسد الحاجة المحلية.

الأمر الثاني :  يجب أن تفكر الدولة جديا بضرورة عدم الإقتصار على تصدير النفط الخام فقط بل يجب عليها أن تقوم بإنشاء معامل لتكرير النفط وبيع المشتقات النفطية في السوق العالمية وسد الحاجة المحلية والاستغناء عن الاستيراد بدلا من بيع النفط الخام فقط، صحيح أن معامل تكرير النفط تحتاج الى مبالغ طائلة، لكن الصحيح أيضا أنه سيجعل العراق في مصاف الدول المتقدمة ويوفر اموالا طائلة تساعد ميزانية العراق في تجاوز انتكاساتها.

أما المجال الثالث : الزراعة ضرورة بناء سد والسيطرة على المياه التي تذهب الى الخليج هباءا بدون الإستفادة منها، على أن يكون بناء السد على جزيرة أم الرصاص وهي داخل الأراضي الإقليمية العراقية.

وبهذا نستفيد من سقي الأراضي الزراعية وخزن المياه في بحر النجف من خلال ايصال قناة مائية تصب فيه، بجهود الملاكات العراقية المتخصصة وبذلك يتم أحياء مالايقل عن 4‪0 دونم صالح للزراعة

وبذلك نستطيع حماية أمننا الغذائي أولا، ونصدر سلة غذاء لدول الخليج ثانيا.

الزراعة والصناعة وتكرير النفط وبيع مشتقاته واستثمار الغاز المهدور والمنافذ الحدودية والضرائب كفيلة لان تجعل العراق في وضع متقدم متجاوزآ الأزمات والتحديات التي تعصف به جراء تقلبات اسعار النفط .

ـــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك