أحمد حسن العراقي ||
• إنها القرية الصغيرة التي سجلت أعظم ملحمة في الصمود عرفها العالم في سنوات الحرب ضد تنظيم ( داع.. ش ) .
• أمرلي التي تتبع إدارياً لمحافظة تكريت .. لايتجاوز عدد سكانها (15 ألف ) نسمة من المسلمين الشيعة من القومية التركمانية .. كانت على موعد مع ايام عصيبة وقاسية لم تعرفها من قبل ..
• حين سقطت الموصل أعلنت جميع القرى (السن.. يه ) المحيطة بأمرلي البيعة لداع.. ش .. وزحفوا بعشرات الالاف من الإرهابين نحو أمرلي ..وهم يرددون هتافهم الشهير ( جئناكم بالذبح ) .. ويتوعدون بسبي النساء الشيعيات وتقديمهن كسبايا لقادتهم وامرائهم من السعوديين والأفغان والشيشان ..
• حوصرت آمرلي وقطع عنها الماء والغذاء والكهرباء .. واحاطت بها الألاف من مقاتلي داع.. ش او كما يحلو لحواضنهم تسميتهم بثوار العشائر ..ضاقت الارض بأهالي آمرلي لكنهم لكنهم قرروا ان يقاتلوا حتى آخر رجل وصبي وإمرأة .. حفروا الملاجئ والآبار و الخنادق و وضعوا السواتر .. ورفعوا رايات الإمام الحسين عليه السلام مكتوب عليها ( هيهات منا الذلة )
• حملت النساء والاطفال السلاح مع الرجال وهم يتصدون لموجات من الهجمات المتكررة و موجات من القصف بالصواريخ والهاونات التي كانت تدك القرية ..لكن مع ذلك كانوا يصدون الهجمات ويرجع العدو خائبا مهزوما ..
• ومن شدة الحصار وفقدان الغذاء إضطر اهالي آمرلي اكل الحشائش وشرب مياه الآبار المالحة .. كان الأب ينظر الى إبنته ولوهلة يتخيلها مسبية بايدي العدو .. فيقبض على بنديقته ويعود مغروس القدمين على الساتر ..
• ولمدة 84 يوماً صمد اهالي آمرلي صموداً أسطورياً يفوق الخيال على الرغم من قساوة الظروف وصعوبتها وقلة السلاح والغذاء
• بدأت الذخيرة تنفذ وعدد الشهداء يتصاعد ولاحت في الافق بوادر الكارثة .. لكن فجأة وصلت طلائع الحشد الشعبي الذي فك الحصار عنها وهناك تعانق إبن الجنوب الشيعي مع اخيه التركماني الشيعي ورددوا الهتاف معاً هيهات منا الذلة ..وإستقبلتهم سيدة نساء آمرلي المقاتلة ام علي وهي تزغرد وتمسك ببندقيتها وتطلق النار في الهواء ترحيبا بأبنائها من الحشد
• كم اتمنى ان تورخ حكاية صمود آمرلي بكتاب او مسلسل او فيلم يروي للأجيال ما حدث في تلك الأيام العصيبة ..قبل أن ياكلها داء النسيان
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha