المقالات

اثنان لا نتوقع منهما خيرا ..  


عبد الحسين الظالمي ||

 

منذ السبعينات والعراق يشكل عقدة لدول الخليج  حديثة التأسيس والذين كانوا يتمنون ان يصبحوا مدينة من مدن العراق وعندما اقول دول الخليج اقصد بذلك كل دول الخليج بدون استثناء .

كل دول الخليج تعاني من عقدة اتجاه العراق، العراق القوي المتطور يهدد وجودهم ولو نفسيا

وخصوصا بعد حماقة صدام واحتلاله للكويت التي اعطت ذريعة لتعبر دول الخليج عن مكنونات  دواخلها اتجاه العراق، واظن انهم في اجتماعاتهم الخاصة قد تعاهدوا على منع العراق من ان يعيد عافيته وبكل السب ،

لانهم  يشعرون انهم في امان طالما العراق ضعيف، حتى لو كان هذا مجرد شعور فكيف اذا اقترن بتهديد اقتصادي وامني وسياسي وربما حتى مذهبي.

دول الخليج كانت تعاني من لعنة عراق قوي عسكريا واقتصاديا واليوم تعاني من لعنة اخرى عراق  ذوا طابع يختلف عن  دول الخليج في نظامة السياسي وفكرة العقائدي وبذلك اصبحت دول الخليج تعاني من لعنة العراق المتطور المهدد لوجودهم (ولو نفسيا) والعراق المختلف في نظامة وعقيدة اغلب ابناء شعبه.

لذلك اقول كل من يرجوا من دول الخليج خيرا فهو واهم  ويجافي الواقع  .

ان يكون العراق قويا برغبة دول الخليج ومساعدتها فهذه اضغثاث احلام لسبب بسيط ان ذلك يعتبر من وجهة نظر حكام الخليج   العودة الى هاجس (دوخت الراس ) ناهيك عن منافسة العراق لبعض دول الخليج في كثير من المجالات الاقتصادية  ومنها ما يجعل منه ممرا  بين الشرق والغرب  بحكم موقعة الاستراتيجي   وذلك يهدد اغلب موانىء الخليج .

واما الثاني الذي لا نتوقع منه خيرا وواهم جدا من يرى ذلك فهي امريكا ونحن نمر هذه الايام

ونسمع التطبيل للمفاوضات الامريكية العراقية التي يستعد لها الطرفان وان كنا مجازا نقول الطرفان لان الواقع يشير ومن خلال اسماء الوفد العراقي الى ان (وفد امريكا يفاوض وفد امريكا)!

لان وزارة الخارجية ووفدها هم ممثلين لامريكا فالذي يفاوض من طرف العراق حامل جنسية امريكية وممثل السفارة العراقية جوكر امريكي اذا فالوفد سوف يطلع على قائمة بما مطلوب من العراق تنفيذه في المرحلة القادمة،

فلا من حيث الزمان ولا من حيث الظرف ولا من حيث شخوص الوفد العراقي ولا من حيث   ماهية وغايات واهداف التفاوض نرى بصيص امل مرجو من هذه المفاوضات خصوصا ونحن اصحاب تجربة سابقة (اتفاقية الاطار الاستراتيجي) .

العلاقات تبنى على اساس المصالح المشتركة بين الدولتين وبحترام كامل بين الطرفين  وكل هذه الغايات غير متوفرة بين العراق وامريكا

فلا مصلحة للعراق ترجى من هذه العلاقة والاربعين  سنة الماضية من عمر العراق مع امريكا  تقول لم نرى من امريكا ولا خطوة واحدة قط تخدم العراق بل كل خطواتها جاءت من جل تنفيذ رغبة دول الخليج ومعالجة عقدتها من العراق .

وختاما اقول  من يتوقع من دول الخليج  مسعى لاجل بناء العراق واستعادة عافيته وقوته فهو واهم وحتى الذين يقولون ان دول الخليج وخصوصا السعودية تريد سحب  العراق من تحت المظلة الايرانية وارجاعة الى واقعة العربي فهذا ايضا وهم  لان دول الخليج  وان فعلت ذلك حقا فهي تريد ابقاء العراق ضعيفا مضطربا   لان ذلك هدفها الاستراتيجي  وهذا ما تطلبة دول الخليج من حليفتها امريكا فكيف نتصور ان امريكا تريد تجمع  بين هدفين متناقضين؟.

 اذا لا رجوه من الخليج ولا من امريكا وكل ما يجري  انما  اضاعت وقت وكفيان شر وتخفيف احتقان او ربما اطالت زمن بقاء العراق ضعيفا تتلاطمه امواج التناقض الاقليمي .

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك