المقالات

مظاهرات امريكا الداكنة  


ضياء ابو معارج الدراجي ||

 

اغلب شعوب العالم كانت تراقب الوضع العراقي منذ اندلاع احتجاجات تشرين ٢٠١٩ واخبارها العالمية التي كانت تهاجم الحكومة والقوات الامنية العراقية وتصب اعلاميا في صالح المتظاهرين غير السلمين  بحيث اصبحت التصرفات غير السلمية مرحب بها دوليا من حرق وقتل  ورمي قناني الملتوف ضد القوات الامنية وقطع طرق موظفي الدولة بينما جلس المتظاهر السلمي امام خيمته في ساحة التظاهر يرفع شعاراته الوطنية ومطالبه المشروعة  بلا حول ولا قوة وليس عنده غير الصبر والانتظار غير مرحب به اعلاميا ودوليا بعيد جدا عن انظار الاعلام العالمي والمحلي الذي اخذ يتابع  غير السلمين ويؤيد وينقل تصرفاتهم غير السلمية الى العالم اجمع تلفزيونيا وفيسبوكيا بلغات شتى وكانت قيادات الدول الغربية تخرج يوميا ببيانات تساند تلك التصرفات وتهاجم القوات الامنية الرادعة لتلك التصرفات غير المقبولة وتصفهم بصفات شتى من هتك لحقوق الإنسان وقمع الديمقراطية حتى اصبح رجل الامن العراقي بعين العالم  بعبع الخليج الذي يرهب مواطنيه مع اضافة عنصر اخر قامع سمي بالطرف الثالث وكانت امريكا ورئيسها الابرش ترمب على راس قائمة تلك الدول .

منذ ايام نراقب اندلاع الاحتجاجات الامريكية ضد قتل الشاب ذو البشرة الداكنه من قبل قوات الامن الامريكية وبصورة قاسية جدا جريمة مصورة تلفزيونيا وتحت انظار ومسامع العالم ككل القاتل والمقتول وواقعة الجريمة واضحة جدا لكن الحكومة الامريكية لم تحاسب القاتل بل وفرت له حماية في بيته بعد ان خرج الامريكان محتجين على تصرفات رجل امنهم القاتل بقول اخر  حاميها حراميها لتاخذ التظاهرات منحى اخر كما حدث عندنا في العراق حرق وتصفية حسابات وقطع طرق واخذت القيادات الامريكية تقمع  متظاهريها وتصفهم  بالغرباء مع سقوط ضحايا منهم في اشتباكات هنا وهناك  والرئيس يهدد بمن اقتحم بيته الابيض بكلابه البوليسية وسلاحه المدمر بينما الشعب الامريكي مستمر بالتظاهر بعد كل استفزاز حكومي له كانه يقول لحكومته ذوقوا من بعض ما اذقتم به العراق ولبنان وايران وتمتعوا بالرحلة مع قرب الانتخابات الامريكية وسوء تعامل الرئيس ترمب مع فايروس كورونا والتظاهرات وسوء إدارته الخارجية لن يفلح في تجديد ولايته الثانية .

كأن القدر يقول لحكومة امريكا هذه بضاعتكم ردت اليكم .

وهم اليوم يقمعون مواطنيهم بعيدا عن حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي لتثبت امريكا انها كاذبة بادعائها الانسانية والحرية وتعاملت مع متظاهريها بقسوة كبيرة عكس ما كانت تنهي عنه القوات الامنية العراقية من تعامل.

 رحم الله القائل

"لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه

عارٌ عليك إذا فعلت عظيم"

هذا البيت هو في معنى قوله تعالى

" أتأمرون الناس بالبِرِّ وتنسَون أنفسكم- البقرة، ٤٤"

والمشهور أنه لأبي الأسود الدؤلي، وهو ضمن قصيدة حِكمية في نحو أربعين بيتًا، ومنها:

"يأيها الرجلُ المعلّمُ غيرَه

هلاّ لنفسك كان ذا التعليمُ

ونراك تُصلح بالرشاد عقولنا

أبدًا وأنت من الرشاد عديمُ

ابدأ بنفسك فانهَها عن غَيِّها

فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يُقبل ما تقول ويُهتدَى

بالقول منك، وينفع التعليمُ"

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك