المقالات

متى يظهر البطل الامريكي الخارق؟!  


عبد الكاظم حسن الجابري ||

 

اعتدنا ان نشاهد من خلال ما تنتجه هوليود من افلام أمريكية, ان هناك أبطال أمريكيون خارقون يصنعون معجزات عجيبة غريبة.

رسمت السينما الهوليودية البطل الامريكي على انه شخص فذ لا يأبه للمخاطر, ينذر نفسه لتحقيق المستحيل, بعد ان يعجز العالم عن مواجهة أمر ما.

في أفلام الامراض والأوبئة التي انتجتها هوليود, كانت شخصية البطل الخارق واضحة وحاضرة بقوة, حيث نجد شخص معين قد يكون طبيب او عالم يجد علاج خاص لوباء معين, وقد دأبت صناعة الأفلام من النوع هذا ان تُصَوِّر بطل أمني اخر بجانب البطل العلمي, فتجد عادة هناك ضابط من ال اف بي اي او الشرطة الامريكية او الجيش الامريكي او الحرس الوطني يسير جنبا لجنب مع هذا العالم, وعادة يكون الرجل الأمني حسب تصويرهم اقوى واصلب من رجل العلم.

لا يعنينا الهدف والرسالة الداخلية التي تريد ايصالها السينما الهوليودية وصناع الافلام, لكن ما يعنيا هو هل لهكذا أبطال وجود على ارض الواقع؟! وهل حقا أن أمريكا –المادية- تملك ذوات تنذر نفسها لإنقاذ العالم دون مقابل؟!

يشهد العالم اليوم انتشار لوباء جديد, وهو وباء فيروس كورنا المستجد COVID-19, وهو وباء جعل الدول تخضع لإرادته, وحوَّلَ منظمة الصحة العالمية الى جذع نخلة خاوِ, لا تملك أمامه إلا تصريحات متضاربة لمسؤوليها بشأن الفايروس, وتُغَيِّر توجيهاتها ونصائحها من وجهِ إلى وجهِ آخر.

مع هذا العجز ووقوف العالم حائراً أمام هذا الفايروس المتناهي الصغر, اتجهت أنظار العالم إلى أمريكا كونها تمتلك أرقى وأكبر مراكز علمية بحثية وأكثرها تطوراَ, لعلها تُسْعِف العالم بلقاحِ أو علاجِ شافِ ينهي هذا الكابوس.

خاب ظن العالم بأمريكا, فهي –أمريكا- بدلا من أن تقف مع العالم اتجهت إلى الشماتة تارة في الدول الاخرى أو إلى الاتهام والتخوين لدول أخرى, ومارس الرئيس الأمريكي ترامب أبشع أنواع الاستغلال السياسي والاقتصادي في هذه الازمة, وبدت تصريحاته يوما بعد يوم تتجه إلى العنف والتهديد, وأظهر ترامب الوجه الحقيقي الحقير لأمريكا, وكشف زيف الشعارات التي تتشدق بها أمريكا من أنها راعية الحرية والعدالة  العالمية, وبدأت امريكا – ماعدا ذيولها- معزولة عن العالم تصنع الكراهية تجاهها بيدها.

الحقيقة إن ما صنعته هوليود من أفلام لم يكن إلا محض كذب وتدليس لغرض تلميع صورة امريكا من جهة والتكسب اللا أخلاقي من جهة أخرى, وأثبت الواقع أن لا وجود لبطل أمريكي خارق, ولا وجود لحرص أمريكي على مستقبل البشرية أو حفظ السلامة على كوكب الارض, وإن ما حدث خلال أزمة كورونا هو عبرة لأولئك الذين يظنون إن أمريكا هي القطب الأوحد في الإنسانية وفي التطور, ليعيدوا حساباتهم في ولاءهم أو دفاعهم عن أمريكا.

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك