المقالات

أسس العلاقة المشتركة بين ايران والعراق ..  


عبد الحسين الظالمي ||

 

بعد ان فرغنا من الجزء الاول من المقال والذي تناول اسس العلاقة مع امريكا على ضوء القاعدة الذهبية ( المصالح المشتركة ) وتوصلنا الى نتيجة مفادها ( لاتوجد مصالح مشتركة متكافئة بين الدولتين لا من حيث نوع المصالح والا من حيث  النوايا ولا وجود للتوازن  بين الدولتين  في هذه المصالح  ولاوجود لقاعدة الثقة المتبادلة بين الدولتين لتكون اساس لنسج هذه العلاقة .

امريكا تريد موطىء نفوذ وهيمنه والعراق ليس لديه مايقابل امريكا بذلك  الا مصلحة واحدة  فقط (هي كفيان شرامريكا وحلفائها) وحتى التعاون العسكري فهو مبني على دفع تدخل اعوان امريكا وصناعتها بواسطة امريكا .وللفائدة  يمكن العودة للجزء الاول من المقال .

ايران (الجمهورية الاسلامية) دولة مسلمة اغلب مواطنيها يعتنقون المذهب الجعفري دولة مجاورة للعراق  تمتد حدودها لمسافة ١٢٠٠ كم  تقريبا  فيها مرقد الامام الرضا ومرقد اختة العلوية فاطمة المعصومة ابناء الامام موسى الكاظم المدفون في بغداد الكاظمية تحولت من دولة تسبح في فلك امريكا الى دولة مستقلة تنهج منهج اهل بيت رسول الله في الحكم ، شبه مكتفية ذاتيا في كثير من المجالات يتطور فيها الطب بشكل متصاعد بالاضافة الى انها تتمتع باجواء خلابة للسياحة الطبيعية والدينية والاثرية والتراثية ،

شعبها مسالم، احتضنت ما يقارب من نصف مليون عراقي اثناء تعرض العراق لفترات من الحروب والانتفاضات يعيش اغلبهم في المدن المقدسة في ايران لهم  مصالحهم واعمالهم وارتباطاتهم، احتضنت ايران كذلك قسم كبير من الحركات السياسية والجهادية ابان حكم نظام صدام .

تعتبر ايران دولة شبه صناعية اذ تصنع كثير من المواد  تصل  حتى الى الصناعات الثقيلة  عالية الجودة، واكثر ما يميز ايران  قدرتها الزراعية والتي تعتبر رائدة في مجال الزراعة  والصناعات التحويلية، ايران بالاضافة الى كونها من اصول فارسية ولكن فيها قوميات اخرى كبيرة من الاتراك والكرد والعرب  .

العراق دولة مسلمة عربية تجاور ايران اغلب مواطنيها يعتنقون المذهب الجعفري فيها مراقد  ثمان من ائمة ال بيت الرسول بالاضافة الى عدد من مراقد ابناء الائمة  ،يشكل العرب اغلبية المواطنين ثم الاكراد ثم التركمان، بعد ان كانت دولة رائدة ومتقدمة في جميع مناحي الحياة ونتيجة السياسات الخاطئة من الانظمة الحاكمة في العراق والتي ادت الى تدمير بناه التحتية  من الزراعة والصناعة وتراجع المستوى التعلمي والطبي والاقتصادي وتعرضه الى هزات امنية عنيفة كادت ان تحرق المنطقه باجمعها ومنها ايران .

على ضوء هذا الاستعراض البسيط جدا نجد انهناك مشتركات كثيرة جدا  بين الشعبين العراقي والايراني من جهة وبين حكومات البلدين يلزمان الطرفان بضرورة  تجسيد علاقة متينة بين الدولتين لوجود مصالح مشتركة كبيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( ايران دولة ترتبط مع العراق بحدود طويلة  تهدد امنها في حالة اي تهديد للوضع في العراق.

 ايران دولة شيعية يقدس شعبها العتبات المقدسة وعندهم قضية الامام الحسين لها مكانة واهمية تكاد تكون اولويةفي حياتهم، ايران دولة محاصرة بحكم نوع النظام وسياستها الرافضة للهيمنة اذا فهي تحتاج  لمن يفتح لها ابواب كسر هذا الحصار، ايران  دولة صناعية زراعية  تحتاج الى اسواق لتصريف  انتاجها الفائض، ايران دولة عقيدتها  مذهب اهل البيت سلام الله عليهم فيها حوزة شبية وقريبة على حوزة النجف وكذلك ايران تحتاج الى تفعيل القطاع السياحي الديني والطبيعي  لدعم عملتها وموارد  اقتصادها.

كل هذه اسس وعناصر تدعو ايران لتجسيد العلاقة مع العراق.

 اما من طرف العراق فهو دولة  تمر في ظروف قاهرة  على مستويات مختلفة  ومنها الصناعية والزراعية والعلاجية والسياحية المتقابلة بين الدولتين  فالعراق يحتاج مواطنيه نظام صحي متطور يذهبون اليه للعلاج يتناسب مع امكانياتهم المادية ويتشابه معهم في الجانب  الاجتماعي ولانساني  كذلك يحتاجون الذهاب الى مراقد الائمة ومنها مرقد الامام الرضا ثامن ائمة اهل البيت والذي تعتبر زيارته مكسبب عند المواطن العراقي وكذلك اختة السيدة فاطمة المعصومة بالاضافة الى مرقد شاه سيد علي  في طهران .

 ولعدم وجود مرافق سياحية متطورة في العراق اذا مواطنيه يحتاجون للسفر لدول تتوفر فيها تلك المواقع مع انخفاض في التكاليف تتناسب مع امكانياتهم ومن هذه الدول ايران ، العراق لديه جالية عراقية كبيره في ايران لها ارتباطات كبيره في الدولتين اجتماعية ودينية وقتصادية  وكذلك يوجد نوع من العلاقات والنسب والتصاهر بين العرب في ايران  واخوانهم العراقين في المحافظات الجنوبية بالذات وحتى الشمالية ايضا

والتي يسكنها الاكراد الموزعين بين الدولتين ) هذه نماذج بسيطة للاسس والدوافع التي توجب على الدولتين اقامة علاقات متطورة  متينة تخدم الشعبين وهذه ارادة شعبية لدى الشعبين اكثر ماهي ارادة انظمة وحكام .

والسوال هل فعلا ايران تريد الهيمنة على العراق كما هو حال العلاقة مع امريكا ونوايا هذه العلاقة؟

والجواب ايران لا تحتاج الهيمنة على القرار العراقي او الارض العراقية بقدر ما تريد تامين امنها المهدد من امريكا التي تتخذ من العراق قاعدة انطلاق لهذا التهديد، اذا تدخل ايران في العراق ردة فعل لفعل هو وجود امريكا عدو ايران الاول، ايران تريد تامين مصالحها الاقتصادية بفتح اسواق سهلة وجاذبه ، ايران تريد توفير اجواء مناسبة لتحقيق رغبة مواطنيها في السفر للعراق  للزيارة . وعلية ايران لا تحتاج الى تهديد او هيمنة او سيطرة بقدر ماتريد اجواء سليمة تحقق مصالحها وهذا حق مشروع ويقع ضمن اطار القاعدة الذهبية(المصالح المشتركة) في العلاقات الدولية وكذلك العراق يحتاج ايران كا عمق استراتيجي مؤمون  الجانب  ومتنفس اقتصادي وسياحي لمواطنية وهذا يعني وجود مصالح مشتركة متبادلة مع وجود ثقة واطمنان بين الطرفين

فلا وجود لنوايا عند العراق لتهديد ايران ولاوجود لتهديد من ايران للعراق، تبقى مشكلة العلاقة بين ايران والعراق متاثرة بالصراع الايراني الامريكي الخليجي الذي يفرض تعقيد على هده العلاقة ويقيدها بل يسعى الى تخريبها بقوة وذلك  لحصر ايران والتضيق عليه والحقيقة اقول  نحن كاعراقين مجبرين على علاقة( كفيان الشر) التي لا تخدمنا ابدا بل هي اساس مشاكلنا( العلاقة مع امريكا )  ومحرومين من علاقة  مصيرية مستقرة تخدمنا وتخدم مصالحنا  ولكنها تدخلنا في حلبة صراع  لسنا قادرين على مجاراتها طويلا لانها كلفتنا الكثيروليس لنا يدا فيها ولكننا اصبحنا حطب نارها بشكل او باخر

نتيجة غياب الاستقلال التام والانسجام في الموقف الداخلي  ونقصان السيادة  وسوء الادارة

التي جعلتنا في قفص هذا التناقض واصبحت العلاقة التي تمثل مصالحنا ومتطلبات اغلب شعبنا تهمة والعلاقة التي سبب في دمارنا مطلب وضرورة (ميكافيلية) وان كانت القيادات تقول خلاف ذلك .

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك