( بقلم : امجد الحسيني )
من دون شك ان زيارة نجاد الى العراق التي ثار حولها جدل كبير بين مؤيد عراقي ومعارض عربي اخترقت السياسة العالمية فامريكا التي قبلت الزيارة على مضض لم تخف حنقها على هكذا زيارة اخترقت الحصون الامريكية سياسيا وعسكريا واقتصاديا واعلاميا واثارت القلق في روع النفس الامريكي التي كانت تعتقد ان العراق هو الحديقة الخلفية للامبراطورية الامريكية واكتشفت ان الحكومة الحقيية بيد العراقيين الذين باستطاعتهم استقبال او رفض استقبال من يشاؤون رغم ان امريكا موجودة في العراق والخليج والمملكة السعودية ودولة الكويت وقطر والامارات والبحرين وغيرها من بلدان ارض الله العربية لكنها لم تستطع ان ترفض او تقف بوجه الزائر الثقيل على قلب الامريكي والعربي طبعا والمبشرة لقلب العراقي ، فالكهرباء ذلك الملف الذي تلاعبت به امريكا منذ العام 1990 م والى الان والذي حالت دون ان يجري اي تقدم فيه وهو ما يخفيه وزير الكهرباء والذي لا يستطيع البوح به كما يقال في العراقي ( مثل بالع الموس ) سيصير الى حرك حقيقي فنجاد الذي فتح المجال واسعا لتقديم الطاقة الايرانة ربما سيدفع الحلف الاطلسي الى رفع يديها عن سياسة الممانعة في ملف الكهربا والوقود الذي سيطرت عليه من اجل اثارة الشعب على الحكومة لتفشل المشروع الاسلامي في العراق عن طريق عرقلة المشاريع الخدمية او اقامتها مشاريع هامشية يكثر فيها الفساد وتسود فيها سياسة التدليس والضبابية .
نجاد زار بغداد لكن العراق الذي كان منذ الازل محور التغيير في العالم ومثار التغيير وصحيحة هي قولة ( امريكا غيرت وايران استثمرت ) فالكل يعلم ان المشروع الامريكي لم يغيير صدام فحسب بل غير العقل العربي كما غير السياسات العربية فكل الدول العربية اليوم تسير وان سير السلحفاة نحو الديمقراطية شاءت ام ابت وان العقل العربي الشعبي اليوم بدأ يتطلع الى التغيير رغم الارهاب الذي صنعته الكثير من الدول العربية ومولته من اجل الايحاء بان الديمقراطية والارهاب سلة واحدة لكن استتباب الامن في العراق دفع الشعور العربي الى ان الحصول على الديمقراطية يحتاج الى الدماء هذا من جانب التغيير اما من جانب الزيارة فالدول الاوربية عاشت ليلة حضور نجاد الى العراق ليلة حصيبة طويلة صاحبها صمت يعبر بالتأكيد على ان سياسة الوقوف بالضد من الاجندة الاسلامية لن يوصل الغرب الى اهدافهم لان سياسة التغيير تتجه نحو النظرية الاسلامية والمزاج الانسان يتجه نحو هذه النظرية ولعل الرسائل الاسلامية السابقة وتمسك العراقيين بدينهم لم يفهمها الغرب وربما جميع الليبراليين كانت الرسالة الاولى هي تلك المظاهرات المليونية الزاحفة نحو العتبات المقدسة وخلال السنوات الاربع المنصرمة وثانيها تلك المهرجانات الانتخابية الثلاث التي اختار فيها العراقيون قوائم اسلامية مع صرف النظر عن كفاءة تلك القوائم ، اذا الحقيقة الماثلة والصراع القائم بين العراقيين والغرب او بين الغرب وايران هو محاولة الغرب الى سلب العراقيين اسلاميتهم وراحوا يعمقون الخلاف بين العراقيين والايرانيين وبمساعدة الكثير من الشخصيات السياسية التي ادخلتها امريكا بعناوين مختلفة من اجل تخريب العلاقة بين العراقيين والاسلام وبالتالي مع الايرانيين عن طريق الايحاء بان الايرانيين مصدر ارهاب وبالتالي فالاسلام مصدر ارهاب وحاولت امريكا ودول العربان ان تربط بين القاعدة وايران بعد ان دعمت تلك الدول القاعدة وكانت قناواتهم منابر للقاعدة تشرع للموت في العراق والتقسيم سني وشيعي وبعد ان ظهرت جرائم القاعدة وصارت تلك الجرائم اكبر من ان يتستر عليها العربان صارت القنوات العربية تروج لعلاقة بين القاعدة وايران لكن وبعد ان اكتشف الجميع ان الناس ليس بتلك التفاهة ليصدقوا علاقة مزعومة كهذه راحوا يصنعون كذبة اخرى مفادها ان فيلقا للقدس يقتل العراقيين في الشوارع ولحد الان لم تظهر امريكا وغيرها من الدول الغرب والعربان اي دليل لوجود هكذا تنظيم وان كل بريء يراد التخلص منه او اعتقاله درج ضمن هذا الفيلق الوهمي ؟
اذا زيارة نجاد كشفت الكثير من الاكاذيب كما كشفت عن عمق التعاون الايراني العراقي وان الارهاب الوافد يفد من غرب العراق من دول تدفعها العلاقات مع امريكا الى احياء الارهاب من بقاء اطول للقوات الامريكية كما يدفعها عامل اخر هو عدم احتمالها تزّعُم الشيعة في العراق .
هل يفكر العرب اليوم بزيارة العراق ؟طبعا لا لانهم تعودوا ان يجدوا المبررات لاخطائهم وسيدفعون باعوانهم وعبيدهم في العراق الى التصوير للعامة ان الزيارة غضب واحتلال ايراني للعراق ، قد يكون لايران مشروع في المنطقة ولكن هذا المشرع ليس سلبيا للمنطقة بقدر ماهو ايجابي واسلامي لكن المصيبة الكبرى ان الدول العربية تدعم مشروع سلبي في المنطقة هو المشروع الامريكي الحاقد على التجربة الايرانية الاسلامية منذ اليوم الاول لانطلاقها في ايران بعد عودة الامام الخميني (قدس سره) .
اذا زيارة نجاد الى بغداد تعد صفعة كبيرة للمشروع الامريكي في المنطقة ولحلفاء امريكا فيما هي نصر حقيقي ونجاح حقيقي للسياسة الايرانية الشجاعة التي دفعت بالرئيس نجاد الى زيارة العراق غير ابه بالمخاطر التي قد تستهدفه من قبل الارهاب ؟ المشروع الايراني يسير كقاطرة سكك الحديد دون ان يوقفه شيء سوى المعجزة فيما يتراجع المشروع الغربي وزيارة نجاد هي المسمار الاخير في نعش المشروع الغربي
https://telegram.me/buratha