( بقلم : امجد الحسيني - اعلامي عراقي )
اعتقد ان ايران دولة تنتمي الى العرق الفارسي ولا تنمي الى العروبة في شيء سوى تلك الثقافة الاسلامية التي عن طريقها ارتبطت بالثقافة العربية واشتركت مع العرب بالمجاورة والنسب في بعض الاحيان لكن المتابع لعلاقات ايران بالعراق يشهد ان لهذه العلاقة تميز منشئه ربما وكما يهوى العرب ان يصرح حينا او يسروا اخرى هو الارتباط المذهبي بين الشعبين رغم ان الحقيقة التي لا يريد ان يذكرها البعض في بلادي والكثير من العرب ان علاقات ايران مع الدول الاسلامية متميزة لانها تؤمن بان النظرية الاسلامية هي معيار العلاقات مع الدول فهي تخالف الدول الاوربية لانها اي تلك الدول تعادي النظرية الاسلامية وليس لامر اخر فيما يبني الكثير من العرب المسلمين علاقات متميزة حتى مع اسرائيل لانهم يربطون علاقتهم مع تلك الدول على اساس الخوف والخنوع والاستسلام .
بغداد ستكون محطة نجاد !بغداد التي لازال العرب يستنكفون من زيارة المالكي الى بلادهم ليس فقط لايزورونها فالكل يتذكر ان المملكة العربية السعودية رفضت استقبال السيد المالكي رئيس الوزراء العراقي المنتخب لسببين رأسيين اولهما انه منتخب من الاكثرية والاخر انه ينتمي الى طائفة تعتبرها السعودية خارجة عن الاسلام لانها تحب ال البيت عليهم السلام .
بغداد التي يزورها نجاد لم تتسلم ملفها الامني بعد وطائرات المتعددة الجنسية وخصوصا امريكا تملء سمائها ولا اعتقد ان العداوة بين مايصفه الايرانيون بالاستكبار العالمي وما يصفه السياسيون الامريكيون بمثلث الشر لا اعتقد ان العداوة بين الاثنين خافية على احد وبالمقابل لا يخفى على احد مدى العلاقة بين دول الخليج وامريكا من علاقة متميزة وتبويس مستمر للحى لكننا نجد ان نجاد لا يخاف ان يقف مع العراق ويزور بغداد التي تعتبر مكانا خطرا خاصة لنجاد واعتقد ان الكثير من مستشاريه ربما نصحوه بان لايزور العراق لكن حرصه على العلاقة مع العراق او قد ينزعج البعض من هذا التخريج فنقول (مصالحه ) مع العراق دفعه لزيارة العراق والاعلان عنها رغم ان الرئيس الامريكي الذي زار العراق وقواته المتجحفلة في العراق لم يزر العراق الا زيارة سرية لم يكشف عنها الا بعد وصوله بساعات .
اذا مالذي يدفع نجاد الى زيارة العراق فيما يبتعد الاشقاء عن الزيارة ؟اعتقد ان الجواب واضح فايران لاتخشى ان تقول اننا موجودون في العراق فشركاتهم تعمر الكثير من المحافظات الوسطى والجنوبية مرة بقصد المساعدة واخرى بقصد الفائدة والكل يعلم ان ازمات الوقود في النفط كثيرا ما ساعدت ايران بحلها عن طريق ناقلاتها التي تقدم الوقود الى المحافظات الشمالية ( البانزين الصفوي) يدخل يوميا ليسير السيارات الكردية والكهرباء ( الصفوية ) هي التي تنير المقدادية وبعقوبة المختلطة وكركوك التي لاتعرف قوميتها الحقيقية المتنازع عليها .
ان ابعاد زيارة نجاد من حيث الشكل خطوة نحو القول بان ايران اليوم لا تخشى امريكا وان السياسة الايرانية نحو تدعيم العلاقة مع العراق ودعم الحكومة العراقية كما انها تدعم فكرة القول بان امريكا راحلة لا محالة وايران باقية بحكم الجوار والروابط الاخرى .
كما ان ايران تريد التعبير ولو ايحاءا بانها ستشارك في اعمار العراق وانها لاتمييز بين العراقيين سنتهم وشيعتهم بقدر ما تريد دفع نظرية الحكم الاسلامي قبالة الفكرة اللبرالية التي تحاول امريكا منذ استيلائها على العراق ان تدعمها بكل السبل الاعلامية والسياسية والاقتصادية واللوجستية وهو ما يحاول الطرفان اخفائه .
اما مضمون الزيارة هو اعطاء دفعة معنوية نحو جعل الملف النووي الايراني واقع معاش والقول ان العقوبات المفروضة على ايران جراء هذا الملف غير مجدية وان ايران توسع علاقاته اليوم باتجاه الشرق ومحاصرة القوات الامريكية وجعلها في مثلث الخليج الذي تسيطر عليه ايران وربطه بسلسلة الامان الايراني المتمثل بالعلاقة مع سوريا والعراق باعتبار ان الجدار الخلفي لايران هذه الدول والخليج وان المعركة ان وقعت فانها ستكون في ساحة عربية صرفة من جهة الغرب ومنطقة جبلية من ناحية الشرق يصعب فيها تحقيق نصر قريب .
اما نتائج الزيارة المنظورة فهي تدعيم العلاقة مع السياسيين السنة فضلا عن الشيعة ودخول الشركات الايرانية بانفتاح اكثر ومشاريع في الطاقة والنقل والتجارة والعمران الافقي والعمودي وسؤال كبير وعلامة استفهام حول ماذا سيقدم العرب ومتى وهم يبحثون ومنذ اربع سنوات فتح سفاراتهم ولم تفتح لحد الان قنصلية عربية وابن حلي يزور العراق وينفق الكلام فالعرب فرسان الكلام دون اي واقع عملي .هناك فرق بين الكلام والفعل واعتقد ان ايران تفعل فيما يتكلم الاخرون ؟؟؟
https://telegram.me/buratha