المقالات

منصب رئاسة الوزراء استحقاق  دولي ام وطني؟!  

1647 2020-05-08

كندي الزهيري ||

 

فقد العراق قراره  السيادي  منذ تولي صدام حسين  زمام الامور في البلاد سنة ١٩٨٠م، ليفتح الباب  على مصرعيه  التدخلات الخارجية  في رسم ملامح ومستقبل  العراق  حسب مصالح  الولايات المتحدة الامريكية. بأمر من امريكا  دخل العراق  حرب مع إيران  لمدة ٨سنوات  ، ليخرج  العراق منها منهك  تماما  ، بعد ذلك يعترف الطاغية  بأن الحرب مع إيران  كانت خدعة،  الغاية منها  أشغال  العراق وتدمير  مستقبل ابناءه، فكانت مجرد وقت الإكمال الخطة لذلك .

بعد ٢٠٠٣م ازداد الدخل الاقليمي  والدولي  في العراق  ،على كافة  المستويات  وفي ادق التفاصيل  ،مما جعل العراق  أسير لرغبات  دوليه واقليمية، من قبل السفارات  التي تعده  مستوى  التمثيل  الدبلوماسي ،وبات السفير  يصدر اوامر  القيادات  السياسية؟!.

فأصبح الامر اوضح  خاصتا  في عام ٢٠١٩_٢٠٢٠م ، كيف يتعامل السفير الأمريكي  بشكل خاص  مع فرض رأي ورغباته على الحكومة  العراقية، إلى درجة  يسقط رئيس ويعين  رئيس في بلد يدعي قادته  بأنهم  أصحاب  قرار!.

منذ تشكيل الحكومات الديمقراطية، وتقسيم الرئاسات الثلاث  على اساس  المكونات  الرئيسية "رئاسة الجمهورية كردي، رئاسة مجلس الوزراء شيعي!، رئاسة مجلس النواب  سني "، فلم يتدخل الدول الإقليمية  والدولية الا في رئاسة مجلس الوزراء  التي تكون من حصته  المكون الشيعي  ، فلا يتم اختيار لذلك المنصب الا  بتوافق  ارادات  دولية  و اقليمية واتفاق  مسبق  على المرشح  الشغل منصب رئاسة الوزراء.

بعد اسقاط  حكومة عادل عبد المهدي  ،بفعل السفارة الأمريكية،  دخل القوى السياسية في دوامة من التخبط  في اختيار  رئيس مجلس الوزراء لعدة اشهر، دعتكم  المرجعية  العليا  ،النخب  الثقافية الوسط السياسي  والشارع العراقي  بضرورة  اسراع بحسم ذلك الملف  ، فلم يسمع القوى السياسية  تلك التحذيرات  المتكررة،  لكن بعد الرسالة  الموجه  من قبل السفير الأمريكي،  انتفض رؤساء  الكتل  وخلال  ٤٨ ساعة  تم اختيار والتصويت  على  كابينة  الكاظمي؟؟؟؟.

ان كانت تلك الرسالة  غير  صحيحة  ، فإن  صاحبها  فشل  في التحدي ما كان يصبوا له.

لكن ان كانت صحيحة  فهذا يدل  على مصيبة عظمى  ،لكون تهديدات  السفير  تحرككم  كلمح البصر  ،وهذا يجعل كل القادة  في موضع الشك  والتساؤل،  هل انتم فعلا اصحاب قرار  ام لا،  هل منصب رئيس مجلس الوزراء حصة المكون الشيعي  ام حصة السفارات،  هل انتم اصحاب سيادة  ام انها شعار كاذب؟؟؟.

اين السيادة  التي تتحدثون  بها  ،اذا كان الاجنبي  يجمعكم  ويوجهكم  ويهددكم  ،فلا نسمع منكم  اي صوت  او اعتراض  ، كيف وانتم  تندعون  انكم  اصحاب  قرار  وحزم  في المقابل  تخضعون  لرسالة  قصيرة  من سطرين  يجعلكم  تتسارعون  في  انهاء ملف تشكيل الحكومة .

هذا يدل على أن العراق ليس بلد ذو سيادة  ،عندما ترى  سفير  يهدد ويتوعد  بحرق البلاد ،ويفرض  رايه على قادة البلاد فعلم  بأن الموجودين  ما هم إلا  موظفين  لديه ،و دكاكينكم اهم من سيادة  القرار البلاد وكرامة الشعب  وحفظ  ماء وجه  تاريخ العراق.

نتسأل  اين تنفيذ قرارتكم  بإخراج  المحتل  اذا كنتم  لا تستطيعون  رد او طرد موظف  في  السفارة الأمريكية ،فكيف  ستخرجون قواتهم  ؟، والعالم كله يشاهد  كيف تتحركون حسب  توجيهات  السفير الحاكم الفعلي  للعراق، أهكذا تكون السيادة؟؟؟...

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك