المقالات

منصب رئاسة الوزراء استحقاق  دولي ام وطني؟!  

1429 2020-05-08

كندي الزهيري ||

 

فقد العراق قراره  السيادي  منذ تولي صدام حسين  زمام الامور في البلاد سنة ١٩٨٠م، ليفتح الباب  على مصرعيه  التدخلات الخارجية  في رسم ملامح ومستقبل  العراق  حسب مصالح  الولايات المتحدة الامريكية. بأمر من امريكا  دخل العراق  حرب مع إيران  لمدة ٨سنوات  ، ليخرج  العراق منها منهك  تماما  ، بعد ذلك يعترف الطاغية  بأن الحرب مع إيران  كانت خدعة،  الغاية منها  أشغال  العراق وتدمير  مستقبل ابناءه، فكانت مجرد وقت الإكمال الخطة لذلك .

بعد ٢٠٠٣م ازداد الدخل الاقليمي  والدولي  في العراق  ،على كافة  المستويات  وفي ادق التفاصيل  ،مما جعل العراق  أسير لرغبات  دوليه واقليمية، من قبل السفارات  التي تعده  مستوى  التمثيل  الدبلوماسي ،وبات السفير  يصدر اوامر  القيادات  السياسية؟!.

فأصبح الامر اوضح  خاصتا  في عام ٢٠١٩_٢٠٢٠م ، كيف يتعامل السفير الأمريكي  بشكل خاص  مع فرض رأي ورغباته على الحكومة  العراقية، إلى درجة  يسقط رئيس ويعين  رئيس في بلد يدعي قادته  بأنهم  أصحاب  قرار!.

منذ تشكيل الحكومات الديمقراطية، وتقسيم الرئاسات الثلاث  على اساس  المكونات  الرئيسية "رئاسة الجمهورية كردي، رئاسة مجلس الوزراء شيعي!، رئاسة مجلس النواب  سني "، فلم يتدخل الدول الإقليمية  والدولية الا في رئاسة مجلس الوزراء  التي تكون من حصته  المكون الشيعي  ، فلا يتم اختيار لذلك المنصب الا  بتوافق  ارادات  دولية  و اقليمية واتفاق  مسبق  على المرشح  الشغل منصب رئاسة الوزراء.

بعد اسقاط  حكومة عادل عبد المهدي  ،بفعل السفارة الأمريكية،  دخل القوى السياسية في دوامة من التخبط  في اختيار  رئيس مجلس الوزراء لعدة اشهر، دعتكم  المرجعية  العليا  ،النخب  الثقافية الوسط السياسي  والشارع العراقي  بضرورة  اسراع بحسم ذلك الملف  ، فلم يسمع القوى السياسية  تلك التحذيرات  المتكررة،  لكن بعد الرسالة  الموجه  من قبل السفير الأمريكي،  انتفض رؤساء  الكتل  وخلال  ٤٨ ساعة  تم اختيار والتصويت  على  كابينة  الكاظمي؟؟؟؟.

ان كانت تلك الرسالة  غير  صحيحة  ، فإن  صاحبها  فشل  في التحدي ما كان يصبوا له.

لكن ان كانت صحيحة  فهذا يدل  على مصيبة عظمى  ،لكون تهديدات  السفير  تحرككم  كلمح البصر  ،وهذا يجعل كل القادة  في موضع الشك  والتساؤل،  هل انتم فعلا اصحاب قرار  ام لا،  هل منصب رئيس مجلس الوزراء حصة المكون الشيعي  ام حصة السفارات،  هل انتم اصحاب سيادة  ام انها شعار كاذب؟؟؟.

اين السيادة  التي تتحدثون  بها  ،اذا كان الاجنبي  يجمعكم  ويوجهكم  ويهددكم  ،فلا نسمع منكم  اي صوت  او اعتراض  ، كيف وانتم  تندعون  انكم  اصحاب  قرار  وحزم  في المقابل  تخضعون  لرسالة  قصيرة  من سطرين  يجعلكم  تتسارعون  في  انهاء ملف تشكيل الحكومة .

هذا يدل على أن العراق ليس بلد ذو سيادة  ،عندما ترى  سفير  يهدد ويتوعد  بحرق البلاد ،ويفرض  رايه على قادة البلاد فعلم  بأن الموجودين  ما هم إلا  موظفين  لديه ،و دكاكينكم اهم من سيادة  القرار البلاد وكرامة الشعب  وحفظ  ماء وجه  تاريخ العراق.

نتسأل  اين تنفيذ قرارتكم  بإخراج  المحتل  اذا كنتم  لا تستطيعون  رد او طرد موظف  في  السفارة الأمريكية ،فكيف  ستخرجون قواتهم  ؟، والعالم كله يشاهد  كيف تتحركون حسب  توجيهات  السفير الحاكم الفعلي  للعراق، أهكذا تكون السيادة؟؟؟...

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك