المقالات

السياسة و أدارة الدولة من منظور الإمام علي عليه السلام...  

1918 2020-04-11

كندي الزهيري

 

 السياسة عند الإمام علي (عليه السلام) يستقي معناه من المفهومين القرآني والنبوي.

يقول (عليه السلام) في حكمه السياسية القصار:

1. من ساس نفسه أدرك السياسة.

2. الاحتمال زين السياسة.

3. حُسن السياسة يستديم الرياسة.

4. بئس السياسة الجور.

5. ملاك السياسة العدل.

6. رأس السياسة استعمال الرفق.

7. حُسن السياسة قِوام الرعية.

8. من حَسُنت سياستهُ وجبت إطاعتهُ.

ويرتبط بهذا المفهوم، مفهوما الدولة والسلطة،ما من شك أن مفردة (الدولة) وردت في كلمات الإمام علي (عليه السلام)، حيث ورد في حكمه السياسية القصار: "الدولة كما تُقبل تُدبر"، ويقول (عليه السلام): "لكل دولة بُرهة". فما هي القيم السياسية والإدارية والإرشادية لإقبال الدولة وقيامها عنده (عليه السلام) ويحددها بثلاث هي:

1. العدل، حيث يقول (عليه السلام): "ما حُصِّن الدولُ بمثل العدل"،بمثابة سور يحمي الدولة من السقوط أمام العدوان الخارجي.

2. الحِذقُ (المهارة)، وبُعد النظر، والقدرة على دقة التصرف في الأمور، حيث يقول (عليه السلام): "أماراتُ الدول إنشاء الحِيَلِ".

3. اليقظة والانتباه، حيث يقول (عليه السلام): "من دلائل الدولة قلة الغفلة".

ويحذر (عليه السلام) منذ البداية من الإنسان "الشرير" عند قيام الدولة وزوالها، حيث يقول عليه السلام: "إحذر الشرير عند إقبال الدولة لِئلا يُزيلها عنك، وعند إدبارها لِئلا يُعِين عليك".

أما ما هي أمارات أو علامات إدبار الدولة وزوالها عنده (عليه السلام)، فيحددها  بعلامات لذلك، وهي:

١- "تضييعُ الأصول، والتمسكُ بالغُرورِ.

 ٢-  تقديم الأراذل، وتأخيرُ الأفاضل".

 ٣ - تقديم الفاسد، وتأخير الصالح. ويقول (عليه السلام): "الاستئثار يوجب الحسد، الحسد يوجب البِغضة، والبِغضة توجب الاختلاف، والاختلاف يوجب الفرقة، والفرقة توجب الضعف، والضعف يوجب الذُل، والذُل يوجب زوال الدولة، وذهاب النعمة".

٤- الاستبداد والتفرد بالحكم والسلطة، (اوتوقراطية).

٥- روحية التكاثر وجمع الأموال لدى مسؤولي الدولة.

٦- سوء الظن والتشاؤم ببقاء الدولة وديمومتها.

٧ - عدم الاعتبار بالعبر والتجارب السابقة.

أما بالنسبة إلى مرتكزات قيام دولة الباطل، فيحددها (عليه السلام) بدعامتين، أولهما : الجور والفساد. حيث يقول (عليه السلام): "دولة الأوغاد مبنية على الجور والفساد".

ثانيهما: الغنيمة السياسية من وجهة نظره (عليه السلام) فتتجسد في توالي الأخيار والصلحاء والشرفاء  حيث يقول (عليه السلام): "من أعود الغنائم دولة الأكارم".

أما الإمكانيات الكبيرة المادية والمعنوية التي تتمتع بها الدولة، كـ مؤسسة سياسية، ففي حالة تولي زمام الحكم والسلطة فيها الإنسان الفاسد والسيئ فانه يمكن أن يقلب الباطل إلى حق ويقلب الحق إلى باطل، حيث يقول (عليه السلام): "الدولة تردُ خطاء صاحبها صواباً، وصواب ضدهِ خطأً".

أما بالنسبة إلى شكل الدولة عند الإمام علي (عليه السلام) فهل هي: دولة بسيطة (موحدة) أم دولة مركبة (اتحادية)؟ وهل أسلوب إدارة الدولة أسلوب إدارة مركزي، أم أسلوب إدارة لا مركزي؟ نقول: لقد تباين شكل الدولة عند الإمام علي (ع) حسب قدرات أصحابه ومكانتهم لديه (ع)، فقد أتبع أسلوب الإدارة المركزية مع الأشعث بن قيس، وعثمان بن حنيف، والاشعري  فمنحهم صلاحيات قليلة، وأخضع أعمالهم وسلوكياتهم للإشراف والسيطرة هذا من جهة، وقد اتبع أسلوب الإدارة اللامركزية مع مالك الأشتر النخعي (رض) .

وبالنسبة إلى ضرورة السلطة عند الإمام علي (عليه السلام)، فهي مما لا شك فيه عنده (ع)، بوجوب ضرورتها، ومصدر الوجوب عنده  هو (العقل والشرع) معاً، لا الشرع كما ذهبت إليه مدارس أهل السنة، ولا العقل كما اعتقدت به غالبية المعتزلة.

أما بالنسبة إلى شرعية السلطة عند الإمام علي (عليه السلام) فلها بعدين: الهي وشعبي، فهي من جانب اصطفاء الهي، شأنها شأن النبوة، لا مدخليه للبشر في اختيارها،  وهي من جانب آخر شأن شعبي، تحتاج إلى بيعة الأمة لتفعيلها بالاختيار وطواعية. يقول (ع): "فما راعني إلا والناس كَعُرْفِ الضَّبُعِ اليَّ، ينثالون عليَّ من كل جانب، حتى لقد وطئ الحسنان وشُقُّ عِطفَاي مجتمعين حولي كربيضه الغنم".

*هل السلطة عند الإمام علي (عليه السلام) سلطة شخصية، أم تتجاوز شخصه الكبير؟ فنقول أن الإمام علي (ع) لم يحاول شخصنة السلطة، بمعنى انه لم يحاول أن يجعل السلطة سلطة شخصية، اذا رحل رحلت معه.

* بالنسبة إلى الكيفية التي نظر الإمام علي (عليه السلام) إلى السلطة، والكيفية التي تعامل بها معها، فهل هي مغنم عنده، كما هو شأن الكثيرين، أم هي وسيلة؟

 الإمام علي (ع) لم ينظر إلى السلطة كـ مغنم، إذ لم يتصارع من أجلها، كما فعل الكثيرون، وإنما هي التي تصالحت معه، فالسلطة عنده (ع) وسيلة وليس هدف.

فدوام السلطة وبقائها عند الإمام علي (ع) رهين بإقامة العدل والقسط، يقول (ع): "العدلُ فضيلة السلطان".

وظيفة السلطة عند الإمام علي (عليه السلام)

1. جباية الخراج/ الضرائب.

2. جهاد العدو/ الجهاد الدفاعي، وليس الجهاد الابتدائي.

3. استصلاح من الناحية الأخلاقية والقيمية.

4. عمارة البلاد/ مادياً.

هكذا يكون الحكم والسياسة  في منظور  الإمام علي عليه السلام  ،

السؤال الذي يطرح نفسه وباستغراب شديد !؟، "اين انتم من سياسة  علي (ع) في إدارة  البلاد؟؟

نترك للقارئ الإجابة....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك