المقالات

الطريق الى الهاوية

1112 2020-03-30

هادي جلو مرعي

 

فجأة، هدأت أعصاب الساسة، وتجار الحروب واللصوص والأتباع والمروجين والمبررين والمنتفعين، فكورونا ضرب في الوجدان الشعبي، وفي العقل الجمعي، ودفع البعض للإصابة بفيروس الإسهال، وفيروسات اخرى تسبب الهلع، وعدم القدرة على النوم، والإقلال من تناول الطعام، وتعويض ذلك بتدخين كميات كبيرة من السجائر، والبحث عن الأخبار المطمئنة للنفس اللوامة، وإستخدام أنواع من الصابون المطعم بالديتول، والديتول المطعم بالأمل، وربما لجأ الى القاصر، وهو نوع من المستحضرات الخاصة بغسيل الثياب حتى تقرحت يداه، وتيبست منه الشفاه، وذبل جفناه.

صحيح إن كورونا عطلت صراخ الشعب لبرهة، ونشرت العتمة على الإحتجاجات، وأوهمت الساسة أنهم في منأى عن المحاسبة، وعن المطالبة بتغيير السائد، لكن مرور الأيام، ونفاد الطعام، وإفلاس العوام وضجرهم وسأمهم من تلبيس الحقائق بالأوهام سيتحول رويدا الى رفض للطريقة التي تجري فيها الأمور، وتساس فيها الناس، فقد تقبل مواطنونا الحظر وقالوا: نقطة راس سطر، لكن الشعب ليس كله حرامية، وليس كله موظفين، وليس كله مرتشين، وليس كله تجار، ففئات إجتماعية لاتملك قوت الغد، وإستنفدت قوت اليوم، وهناك مطالب، وحاجات متزايدة في ظل إحتمالات تمديد الحظر على الناس لأسابيع حتى ينقشع الوباء من العالم، وهو أمر تضعف إحتمالاته مع إستمرار تفشيه في أكثر من بلد في المعمورة.

ماذا عن عمال اليومية، وسكان المساطر، وسواق التاكسي، وعمال المطاعم والفنادق والمولات، وأصحاب البسطيات والفقراء، وحتى الذين يعيشون على التسول، والذين يبيعون كارتات شحن الموبايل والمناديل الورقية، وأشكال وأنواع من الناس كالمطلقات والأرامل، وكل الذين تركوا بلانظام غذائي، ولاضمانات مالية، ماذا عن الذين يسكنون في شقق مؤجرة وبيوت، ماذا عن الذين لايملكون المال لشراء الطعام وقنان الغاز والوقود، ماذا عن الذين يعيشون على الكفاف، ماذا عن الذين يجب أن يدفعوا مبالغ الإيجار، وماذا وماذا، وماذا بينما الدولة العراقية تعمل بنظام ( عليك ياالله) وكثر منشغلون بمصالحهم وأموالهم وهم لاهون عن الشعب.. هل يريدون ان نذهب الى المزيد من الفوضى، أم الى الهاوية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك