المقالات

العراق وتدوير الازمات !

1347 2020-03-05

✍ ضياء الخطيب

 

يعيش العراق اليوم أزمة كبيرة وخطيرة كالتي مر بها في عام 2010 حيث مر بتسعة اشهر  بغياب تشكيل الحكومة ، الأمر الذي قاد البلد في حينها لاستغلال المتمردين والارهابيين الوضع السياسي والأمني المتأزم  بتنفيذ هجمات دامية طالت الآلاف من الأبرياء ناتجة عن صراع المصالح و الحصص في من سيشكل الحكومة في حينها. واحتدم الصراع و بشكل ادخل العملية السياسية والبلد بوضع مأساوي ومربك.

في حينها كان الصراع بعد الانتخابات والتشكيك بالنتائج التي أفضت لفوز (العراقية ب٩١ مقعد والقانون ب٨٩) واعادة العد والفرز في حينها والاحتكام للمحكمة الاتحادية ورفض العراقية لقرار المحكمة وائتلاف القانون مع التحالف الوطني الموحد فكانت الكتلة الأكثر عدد بمقاعدها (١٥٧).

اليوم الصراع يدور بعد استقالة عبد المهدي في إيجاد البديل و التوافق على شخصية وطنية غير جدلية ترضي جميع الأطراف فتمخضت شخصية (علاوي) الذي أخفق في إرضاء الشارع والكتل وأعلن انسحابه .

وتعاد الكرة مرة أخرى وألازمة مستمرة والتوقيتات الدستورية غير معمول بها وكأنما الأمر مقصود و یراد له ان يبقی علی هذا الحال ولغایات وأهداف كبيرة وکثیره عند المٶثر في القرار العراقي سواءا كان خارجیـا ام داخليا او كلا المٷثرین فیـ الساحة بذات الوقت .

والمراقب لطبیعه استجابة الكتل  للمطالب تتجه للمماطلة والتسويف والتمييع و تعمل علی کسب اكبر قدر ممكن من الوقت للوصول الی حلول مقنعة لذاتها في تحقيق تشكيل حكومة تضمن بقائها ومصالحها فحسب  .

ومن المعلوم أن تلك المماطلة هدفها الحصول علی تسویات ارضائیه لجمیع الاطراف ولا تخرج تلك الاطراف من دور تشکیل الحکومه .

بعد تظاهرات 25 اکتوبر وما تلاها حصلت عملیات حرق معنوی لمکونات والشخصيات حزبیه وخاصه للمرشحین المطروحین والمحتملین  والطامحين لمنصب رئاسة الوزراء بغية ایصال الشارع للقبول بایـ شخصیة تخرج العراق من المستقبل المجهول.

هذه والحال ينبئ أننا خسرنا الكثير من الأهداف والتي من ضمنها استقرار البلد والخلوص إلى انتخابات مبكرة تغيير وجوه الفساد الجاثمة على صدر العراق وتخرج قوات الاحتلال وتقدم لشعبها الكرامة والرفاة والخدمات.

لكن الذي يحصل هو استیراد الحلول والقبول بخیارات جدلية وتنفيذ سيناريوهات ارتجالية أو املائية من الخارج لاستمرار الوضع نحو الأسوء وجعل الساحة العراقية مضطربة بالصراعات والتجذابات وتحقيق نظرية البقاء للاقوى.

وبذلك سیدخل البلد بمسٱلة الدور الفلسفي والقاضي بتكرار الحلول التجریبیة ولا ضمانة ترجى  وان الأزمات ستدور بشكل مستمر .

وبذلک تکون کل الحلول المطروحة تجریبیة قابلة لتحسین الوضع او سوءه او توازنه .

لذا ینبغی ایجاد حرکة سریعة ومیدانیة لفرض رئیس وزراء جديد يسير الوضع حتی وان کان مجربا وتحدیده بسقف زمني لإنتاج كابينة وزارية تحقق الأمن وتسير الأمور.

والا فإن البلد متجه إلى عدة احتمالات  :

الأول : ان يبقى الوضع على هذا الحال ويدخل البلد بأزمة سياسية واقتصادية وأمنية.

ثانيا : احتراب ونزاعات وانقسامات بين الكتل وتوابعها بفرضية البقاء للاقوى والتي لمح لها في لقاء الشرقية الذي أفشل تمرير كابينة علاوي.

ثالثا : يحصل ضغط دولي وتهديد بوضع العراق تحت الوصاية الدولية كورقة ضغط للنفوذ بحل وقتي أو تدخل فعلي.

رابعا : تحريك ورقة الشارع بالضغط على الحكومة الحالية واستفزاز الحكومة مما يضطرها لردات فعل قوية تزهق فيه أنفس وبذلك تفقد الحكومة شرعيتها ويوضع البلد تحت الوصاية.

خامسا : تحريك ورقة الجماعات المسلحة (داعش) كتهديد للحكومة.

سادسا : تقسيم البلد إلى ثلاثة أقاليم تحكمه حكومة المركز في بغداد وهذا ما ينشده طرفي الكرد والسنة.

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك