المقالات

رسالة الى الاب العراقي


 

لطالما تميز الرجل العراقي بمزايا خاصة تميزه عن من سواه  وهو ما يشهد به الغريب قبل القريب ممن تعامل مع الشخصية العراقية عن كثب ولربما  كانت اغلب هذه المزايا نابعة من تلك الارض العريقة وذلك التراث الغني  الذي رسم ملامحه على الوجوه وترك بصماته في السلوك .

الغيرة والحمية  تتصدران ردود افعاله وهذا الجانب المشرق من هاتين الصفتين ولكن وكما ان لكل صفة انسانية وجهان فان للغيرة والانفعالية مسحة سلبية اذا لم تكن بالمقدار المطلوب تعكس ظلاما َ داخل الاسرة .

ومثلنا كمثل الكثير من المجتمعات التي قد تتقدم فيها الاعراف على التشريعات السماوية في بعض التفاصيل نعاني من امر بات بصمة واضحة في شخصية الرجل العراقي الا وهي اقتصار مهمته على استحصال رزق المعيشة  وهنا لا احمله المسؤولية منفردا ً اذا ربما للام والزوجة دخل في هذا فهي  من ذات الارض التي تحكم العواطف والانفعالات ردود افعالها فالمراة العراقية هي اكثر النساء عناية بالزوج , فالرجل العراقي  يغادر احضان أم تقيد له اصابعها العشرة شمعا ً كما يقال لتكمل الزوجة المسير .

ولنعد الى محور الحديث وهو انعكاس هذا الامر على سلوكيات الرجل حيث  تحرص الزوجة على هدوء البيت  حال وصول الاب وتؤجل طرح كل ما يعكر صفو مزاجه وتحرص على راحته وهنا فهي لا تبتعد عن  ساحة الواجبات الزوجية التي نص عليها الشرع  تجاه زوجها ولكن في مجتمعا ً اخذ الامر منحى اوسع حيث باتت تتكتم عن ما يجري في المنزل تارة بسبب الخوف حيث ان الرجل العراقي قد تقمص الدور وبات يظهر عصبية هنا وهنا وتملص تدريجياً من اي واجب داخل المنزل فهو يجلب رزق العائلة وهذا يكفي !!!

كل ما تقدم كان تمهيدا ً للرسالة  التي انوي ايصالها الى اب الاسرة العراقية فيا اخي الفاضل ومن منبر التعليم اناشدك ان تقترب من ابنائك اكثر فانا المس خطراً محدقا ً بالاسر العراقية وهو اخفاء الام لحقيقة  مشاكل اولادها ذكورا ً واناثا ً واخص مشاكل الاناث في رسالتي هذه  ، ربما كان دافع الام الخوف من شخص الاب من ان لا يتفهم وربما من العتب والملامة اذا انها تربيتك يا سيدة واين كنت؟!!!!!  فهو مقتنع ان دوره اقتصادي فقط وليس له علاقة بالتربية ! وربما لا تريد اصلا ً ان تواجه مشكلة او قد تكون غير كفوءة اصلاً لتلك المواجهة .

ان الاجهزة الالكترونية التي في متناول المراهقات باتت قنبلة موقوتة وسكينا ً يخدش كل حياء وعفة لبنت قد تحيطهتا جدران منزلك فانتبه وتيقظ .

فالمدارس تتستر وتخشى المواجهة خوف الصدام العشائري والعداوات والام تتستر خوفا ً مما ذكرناه ولكن المشكلة تبقى قائمة وتحتاج الى حل من منظورين الاول قريب المدى والاخر بعيد فالقريب من هو عدم السماح لانعزال بنت في غرفتها وهي تحدق في الموبايل ليل ونهار وعدم السماح بان يكون هناك رقما ً سريا ً خاصا ً لها  فهذه مؤشرات سلبية ولها مدلولات وجميل ان يسود الاسرة قانون وهو احقية للاب والام على فتح موبيال الاولاد متى ما شاءوا ذلك و اما الحل بعيد المدى هو ان نتخذ الرسول الاكرم ص قدوة في تعالمه مع ابنته الزهراء سلام الله عليها اذا ان تلك العلاقة كانت قائمة على اعلى درجات الرقي في تلك الصحراء القاحلة .

فهل فكر اب ان يقف لاستقبال ابنته او ان يحرص على تقبيلها  وحضنها وهي جرعة العاطفة التي تحتاجها حتى لا تطلبها في مشاهد تلفزيونية او خارج نطاق الاخلاق لا سامح الله والحال ان الاب العراقي يخجل من هذا  بل وعندما يكرر على مسامع الفتاة عند حواره مع الام (بنتج) فهذا النسب الاحادي الطرف كفيل بهدف العلاقة الاسرية والهجمة قائمة على سرقة ابنائنا من احضاننا فهل نعينهم على ذلك ؟!!!

اولاد المظاهرات الضائعون في الشوارع يغررون بفتيات بعمر الورد ليس تحت عنوان الحب بل تحت عنوان الوطنية !!!!! فليلتفت الاب لهذا الخطر 

حفظ الله بناتنا وسدد الله الوالدين لكل ما فيه حفظ الاسرة الاسلامية نقية طاهرة .

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين 

المهندسة بغداد

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك