المقالات

هل سيعم الصمت يا كورونا ؟

1455 2020-02-28

حسين فرحان

 

العالم يحبس أنفاسه، والكل حذر من الكل، لا تقترب أكثر .. لا تصافحني .. لاتلمس بيديك مساحة لم ترش بالمواد المعقمة .. ثم ماذا ؟

أصبحنا نرى العالم من خلال ( كمامة ) البعض يظهر وجهها الأزرق والآخر يظهر وجهها الأبيض في لغة طبية بدأت تنتشر لتغني عن كل اللغات، ربما لن تجد كلام - في بعض بقاع الأرض - سوى ( أنت مصاب بالوباء فابتعد ودعني أنتظر دوري ) ..

فرحة صغيرة تعم لتزيح بعضا من الهم أن دولة أكتشفت الترياق المجرب وأن الأمور ستؤول إلى خير وسلام .

الأخبار تتوالى تحمل مع عواجلها الاحصائيات، وحياة الشعوب أصبحت رهينة الأرقام فأسم الدولة يقابله عدد الاصابات والنتيجة شلل في مفاصل حياتها وإن لم يحصد الموت فيها أحد .

البعض يردد ( لا عاصم اليوم .. ) وآخر يجزم أنها حرب بايولوجية وآخر يتهم الخفاش والأفعى ويلعن الثدييات والطفرة الوراثية و التعديل الجيني لهذا الفايروس السيء الصيت ..

القلق من الأصابة هاجس البشرية جمعاء فهل هو القلق على الأنفس أم على الأبناء أم على المتعلقين والاقرباء والأصدقاء ؟ هل تتباين الأولويات في ذلك ؟

اللجوء إلى الحلول كيف سيكون - فالقضية عالمية، - هل ستلتجيءالبشرية الى الحلول الطبية وتؤمن بها ذلك الأيمان المطلق مع استمرار الوفيات وتسارع الانتشار ؟ هل سيكون للتوجه العقائدي نصيبه في نفوس البشر مع اختلاف عقائدهم، فغير المعتقدين بوجود الله تعالى شأنه سيتوجهون حتما لبوذا وللنار والفأر والبقر والطبيعة وطقوس تقديم القرابين للانهار والبراكين.

هو دون البعوضة التي ضربها الله مثلا لايرى ولايسمع له صوت سوى صوت نعي الأخبار العاجلة .

( كورونا ) ربما لن يمنح لكاتب ما الفرصة  لأن يكتب فيه قصة قصيرة فضلا عن رواية ربما يعجبه أن يحاكي فيها رواية ماركيز فيكتب ( الحب في زمن الكورونا ) ..

والهواء ذلك المخلوق المجاني الوحيد الذي تنعمت به البشرية منذ بدء نشأتها أصبح يستنشق بحذر من وراء الكمامات فأصبح يحمل إمارات الموت بل يحمل الموت بعينه .. وأخطر مافي الوباء أنه لايعترف بأرض دون أرض ولاشعب دون شعب فهو السائح الذي تحمله الرياح حيث جرت لتصنع فوبيا من نوع جديد هي ( فوبيا الهواء  أو التنفس أو الزحام أو العطاس او السعال ) ..

لم يحدث جنون البقر ولا أنفلونزا الطيور والخنازير ما أحدثه كورونا حتى كأن العالم يقف عاجزا أمامه وهو فعلا لغاية اليوم أشبه بالعاجز .. فالقراءة للواقع مرعبة وأسوا مافيها هو أن ينتشر وعندها سيكون الوضع في بلدان كثيرة غير ما نراه اليوم ..

الأيمان بالله طوق نجاة ومن اعتقد بالفرج سيراه أما النظراء لنا في الخلق فسيرددون ( هل سيعم الصمت ياكورونا ؟ )

لا نملك الا الدعاء ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك